في ضوء الاحتفال بمناسبة "يوم الإمارات للطيران المدني" في الخامس من أكتوبر من كل عام وذلك احتفاءً بوصول الطائرة الأولى للدولة 1932 في مطار المحطة بالشارقة، نرصد تطور القطاع ودوره الفاعل في توصيل المعونات الإماراتية خلال أزمة جائحة "كورونا" حيث أظهر قطاع الطيران في الدولة قدرة بالغة على تجاوز التحديات التي فرضتها الجائحة والاستفادة منها كمحفزات لتنفيذ توجهات القيادة الرشيدة الساعية إلى تعزيز الجهود الإنسانية لتقديم يد العون للشعوب لتسطر أجنحة الخير الإماراتية مسارات ملهمة في الخير والعطاء تجوب العالم.
وفي هذا السياق استطاع قطاع الطيران المدني مواكبة أحدث التطورات واتباع أعلى معايير السلامة وكفاءة التشغيل ليؤكد مكانة الإمارات الرائدة عالميًا في هذا المجال لكونها نقطة وصل بين الشرق والغرب ومركزاً للسياحة والتجارة على المستوى العالمي وهو ما يعكس الإرث الغني من النجاحات المستمرة لهذا القطاع المتطور، حيث نجح القطاع في تشغيل الناقلتين "ويز" و"العربية أبوظبي" لتصبح 6 ناقلات فضلاً عن مشاركة القطاع في توصيل المساعدات الإماراتية إلى جميع أنحاء العالم مع اتخاذ جميع التدابير الاحترازية والوقائية لحماية الموظفين والمسافرين والشركاء، وقد طبق قطاع الطيران المدني أحدث الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية للتصدي لفيروس "كوفيد-19" بالتعاون مع جميع الجهات المعنية وتوفير أحدث التقنيات في المطارات من بوابات التعقيم وتقنية التعقيم الذاتي للسلالم الكهربائية وكاميرات الكشف الحراري، كما كثف القطاع جهوده من اجل إجلاء مواطني دولة الإمارات ومرافقيهم المتواجدين في الخارج أوقات ذروة انتشار جائحة "كورونا" وتصاعدها بالإضافة إلى إجلاء رعايا الدول لتأمين عودتهم إلى دولهم سالمين آمنين، هذا بالإضافة إلى إغاثة العديد من الدول المتضررة في أزمة "كورونا" عن طريق تقديم يد العون بالمساعدات المرسلة على متن هذه الناقلات إلى ما يزيد عن 118 دولة حول العالم.
ويشهد قطاع الطيران في الدولة تطورا كبيرا وفق المؤشرات المتعلقة بالقطاع في نهاية 2019 حيث يضم القطاع 8656 طياراً و37694 مضيفاً ومضيفة بالإضافة إلى 4321 مهندساً و189 شركة صيانة طائرات و17 مركزاً طبياً متخصصاً و47 مركز تدريب واستشارات، بالإضافة إلى امتلاك الإمارات لناقلات عالمية بأساطيل تجارية ومطارات متطورة وأحدث البنى التحتية عالمياً كما تتبوأ الإمارات مكانة مرموقة في مجال صناعة الطيران على المستوى الدولي وذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة باتباع أعلى معايير السلامة والأمن وتفعيل الابتكار وجعل قطاع الطيران مكوناً استراتيجياً لتحقيق التنمية المستدامة، وفي سياق متصل فإن الإمارات من الدول التي تمتلك أكبر أسطول من الطائرات من نوع بوينج 777 كما بلغ عدد الطائرات المسجلة في الدولة إلى 881 طائرة بنهاية العام 2019 فضلاً عن 27 رخصة لشركات طيران و105 شركات شحن و3 مزودين مرخصين للملاحة الجوية، فيما تواصل العشر مطارات الدولية تألقها على المستوى العالمي محققة معدلات نمو سريعة في التصنيف الدولي متفوقة على مطارات دولية ذات تاريخ عريق.
وفي ذات السياق فقد حازت دولة الإمارات عضوية المجلس التنفيذي ضمن المنظمة العربية للطيران المدني بحصد 17 صوتا من أصل 20 وهو ما يؤكد ثقة الدول العربية في دور دولة الإمارات في هذا القطاع على الصعيد الخليجي والعربي، كما قدمت الهيئة العامة للطيران المدني أكبر عدد من أوراق العمل مقارنة بـ 193 دولة أخرى في إطار مشاركتها في اجتماعات الجمعية العمومية الأربعين بالمنظمة الدولية للطيران المدني وذلك من أجل إجراء عدد من التغيرات للارتقاء بمستويات الأمن والسلامة ودعم أهداف تحقيق الاستدامة فضلا عن تدشين جائزة محمد بن راشد العالمية للطيران، وتوقيع 21 اتفاقية نهائية للربط الجوي و7 اتفاقيات بالأحرف الأولى و9 مذكرات تفاهم وعقد مباحثات نقل جوي مع 23 دولة، هذا بالإضافة إلى نجاح المكتب التمثيلي للدولة بكندا التابع لهيئة الطيران المدني في رئاسة لجنة التخطيط الاستراتيجي في منظمة الإيكاو فضلاً عن ترجمة أحكام البضائع الخطرة إلى اللغة العربية وافتتاح مختبر أبوظبي للتحقيق في حوادث الطيران.
وام