في إطار الجهود العالمية لمكافحة فيروس كورونا والسلالات المتحورة منه، نظم مركز أبوظبي للصحة العامة والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق المتوسط ندوة عبر الإنترنت بعنوان "التأهب للوباء في بلدان إقليم الشرق المتوسط: التحديات والفرص"، حيث أقيمت الفعالية بالتعاون مع الهيئة المستقلة للتأهب والاستجابة للجائحة ولجنة لانسيت سايت المعنية بتحقيق السلام للمجتمعات.
وبدوره، قال مطر سعيد راشد النعيمي، المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة، إنه يجب استخدام الدروس المستفادة من جائحة كورونا في أجندة الاستعداد للمستقبل، موضحًا أهمية تطوير القدرات الوطنية لرفع مستوى الجهوزية. كما أكد النعيمي على أهمية إنشاء نظام دولي قوي للجاهزية لمواجهة مخاطر الأمراض المستقبلية، مشيراً إلى دور دولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة في إدارة الأزمات والتخطيط المستقبلي.
ومن جانبه، أشاد الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع ورئيس اللجنة الوطنية لتطبيق أحكام اللوائح الصحية الدولية والوقاية من الأوبئة، بالجهود التي تبذلها لجنة لانسيت سايت المعنية بتحقيق السلام للمجتمعات، مؤكدًا أن الإمارات قد أطلقت عدة مبادرات لدعم منظمة الصحة العالمية وتسهيل التوزيع الفعال للقاحات فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مبادرة كوفاكس التي تهدف إلى ضمان التوزيع العادل لملياري جرعة من لقاحات كورونا في الدول النامية. وهذا بالإضافة إلى مبادرة ائتلاف الأمل التي أطلقتها أبوظبي لصالح أكثر من ثلثي سكان العالم.
وأضاف الرند أن دولة الإمارات تهدف إلى لعب دور محوري في تسريع وتيرة التعافي من الوباء في العالم، مما يتماشى مع رؤية القيادة الإماراتية لمساعدة العالم على التوصل إلى حل عالمي لضمان سلامة المجتمعات، حيث ساهمت البنية التحتية المتطورة لمطارات دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية بشكل كبير في التوزيع الفعال للقاحات حول العالم.
وفي معرض إشادته بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات للمجتمع الدولي، أوضح الرند أن دولة الإمارات قد أرسلت ما يقرب من 2062 طنًا من الإمدادات الطبية، بما في ذلك 4.25 مليون طن من معدات اختبار مسحة الأنف و2110 جهاز تنفس استفاد منها 135 دولة حول العالم. وفي غضون ذلك، تلقت 117 دولة مساعدات من مستودعات المنظمات الدولية في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي.
ومن جهته، قال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق المتوسط: "لقد أصبح هدفنا اليوم واضحًا وهو إعداد العالم بشكل أفضل للاستجابة للجائحة القادمة وتعلم العديد من الدروس من التجارب. ففي العام الماضي، أصبح التضامن العالمي أكثر أهمية من أي وقت مضى، في الوقت الذي لا يزال الوصول إلى الخدمات والمنتجات الصحية غير متكافئ في جميع أنحاء العالم وتهاجم الأوبئة دون تمييز، ومن الممكن أن تكون جميع البلدان معرضة للخطر على قدم المساواة. لذلك، من المهم تسليط الضوء على الجوانب الاقتصادية الاستفادة من التأهب للوباء، حيث أن تكلفة التأهب للوباء أقل بكثير من نفقات الاستجابة لحالات الطوارئ ".
وام