أكد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، أن النجاح في إدارة التحدي الذي نتج عن أزمة فيروس "كوفيد-19" كان نتيجة اتباع منهجية علمية جعلتها قادرة على التكيّف مع المتغيرات، وساهمت في تعزيز مرونتها في مواجهة التداعيات، ويأتي ذلك في إطار تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي "رعاه الله"، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لمعرفة الفرص المتوفرة والاستفادة من أفضل الممارسات.
كما أكد سموه خلال اطلاعه على مخرجات مشروع التعلم من أفضل الممارسات العالمية في إدارة أزمة كورونا، والذي أطلقه برنامج دبي للتميز الحكومي، أن الجائحة استحدثت واقعاً يلزمنا بابتكار حلول فاعلة للتحديات التي قد يواجهها العالم والتعلم من أفضل الممارسات والخبرات العالمية، موضحاً أن السبيل للتعامل مع الأزمة هو تقييم الوضع بشكل مستمر واستنتاج أفضل الحلول الواقعية، ولقد استطعنا تنفيذ الخطط بمزيد من المرونة لتلبية الاحتياجات.
ويهدف المشروع إلى دعم جهود التي تبذلها حكومة دبي واللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث، ويشتمل على خمسة محاور رئيسة أولها محور إدارة الأزمة، حيث قام فريق عمل المشروع باستلهام عدة أفكار لتعزيز قدرة دبي وجاهزيتها للتعامل مع الأزمات، بحيث تضيف المرونة إلى خططها، لضمان المبادرة وسرعة اتخاذ القرار والاستباقية وتوفير التوجيهات بشكل واضح.
وثانيها محور النظام الصحي، حيث قام فريق العمل بالتركيز على تعزيز الإمكانات البحثية فيما يتعلق بفيروس "كوفيد-19" من أجل التعرف على السلالات العرقية ومدى ارتباطها بالأمراض وتوفير بيانات علمية تتسم بالسرعة وبالدقة لدعم جهود فرق العملفي جميع المجالات.
وثالثها الأمن الغذائي وسلسلة التوريد، حيث عمل الفريق على تقييم الوضع من أجل الوقوف على جميع المدخلات والاستفادة من التكنولوجيا رفع كفاءة نظام الإمداد الغذائي من خلال استخدام أحدث التقنيات والبيانات، وتحقيق استدامة الأمن الغذائي.
ورابعها التعافي الاقتصادي، وهنا أكد فريق العمل على أهمية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، من أجل توفير المشورة للشركات الصغيرة والمتوسطة، من أجل تحفيز مشاركة المستثمرين والأفراد لدعم وظائف القطاعات الأكثر تأثيراً على الدخل العام في الإمارة.
وأخيراً وفي المحور الخامس سلوكيات المجتمع فقد عمل الفريق على تحليل أكثر من محور فرعي مثل التعلم والعمل عن بُعد وسلوك الشراء لدى المستهلك وضمان تنفيذ تدابير التباعد الاجتماعي وخلق فرص مجتمعية جديدة، مكن أجل تعزيز استمرار تنفيذ ممارسات التباعد الاجتماعي.
وفي نهاية الاجتماع، أشاد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، بالجهود التي يبذلها فريق عمل المشروع، ودور برنامج دبي للتميز الحكومي البارز في تعزيز جهود الجهات الحكومية في دبي ومبادراتها وحلولها الاستباقية لتعامل مع المتغيرات والاستفادة من الفرص لتحقيق الريادة. كما حث سموه برنامج دبي للتميز الحكومي على الاستمرار في بذل الجهود والتفاني في العمل وتوسع نطاق هذا المشروع للاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في العمل الحكومي.
وجدير بالذكر أن المشروع يعمل على توفير نهج مدروس من أجل اتخاذ القرار والإجراءات الحاسمة وتحقيق أسرع فائدة بناءً على أفضل المعلومات المتوفرة والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، ويتضمن فريق عمل المشروع 28 موظفاً من 11 جهة حكومية في دبي من أصحاب الخبرات في مجال التعلم والمقارنات المعيارية والمدربين في مبادرة "في دبي نتعلم"، وتم خلال فترة عمل المشروع التي امتدت إلى 6 أسابيع، الاجتماع عن بُعد مع أكثر من 76 ممثلاً من 66 جهة حكومية وشبه حكومية ومن القطاع الخاص محلياً واتحادياً لاستعراض التحديات ومراجعة الأولويات في كيفية إدارة أزمة فيروس كورونا، كما قام فريق العمل باستعراض أكثر من 200 ممارسة عالمية في أكثر من 50 دولة حول العالم، وقام بإعداد تقرير شامل سيتم توجيهه إلى جميع الجهات المعنية في حكومة دبي للتعلم منه في اتخاذ الإجراءات اللازمة.