في إطار مواجهة جائحة كورونا، كانت استجابة أبو ظبي مثالية في تحدي الجائحة، حيث تصدرت أبوظبي استطلاعًا مستقلًا أجرته مجموعة المعرفة العميقة ومقرها لندن، والذي عمل على تقييم استجابة المدن حول العالم لفيروس كورونا على أساس أكثر من 50 معيارًا، بما في ذلك معدلات التطعيم والاختبار.
وقد كانت ملفي، أول منصة لتبادل المعلومات الصحية في المنطقة وأحد المبادرات الرئيسية لدائرة الصحة بأبو ظبي، جزءًا لا يتجزأ من استجابة الإمارة للوباء، وذلك من خلال ربط السجلات الطبية الإلكترونية بمركزية المعلومات حول المرضى، حيث أنشأت المنصة قاعدة بيانات لنتائج اختبارات كورونا في الإمارة. وأظهرت البيانات أنه تم إجراء 29401060 مليون اختبار حتى الآن.
وكجزء من برنامج التطعيم الوطني، يمكّن ملفي العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والسلطات الصحية من إدارة بيانات تطعيم المرضى داخل أبو ظبي، مما يضمن إعطاء المرضى المؤهلين الجرعات المناسبة في الوقت المناسب عبر أكبر إمارة في الإمارات العربية المتحدة.
وبدورها، صرحت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي باسم قطاع الصحة الإماراتي، أن البلاد تشهد تقدمًا جيدًا يوميًا، حيث تمثل برامج التطعيم تحديًا يجب إدارته، لكن وجود تقنية تبادل المعلومات الصحية الخاصة بملفي يعد عاملًا مهمًا لنجاح التطعيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يمكن النظر إلى معدلات التطعيم الإجمالية على مستوى الإمارة ومراقبة المؤشرات المختلفة بمرور الوقت، مما يوفر نظرة ثاقبة لتخطيط السعة، وعلى مستوى المريض، يمكن تسجيل ردود الفعل السلبية والتحقق من أي موانع مثل الحساسية، مما يجعل العملية أكثر كفاءة ويزيد من تحسين السلامة.
وهناك ثلاث طرق رئيسية تدعم ملفي من خلالها حملة التطعيم مثل مركزية معلومات اللقاح من نقاط التطعيم وتأكيد الأهلية للتطعيم ورصد الأحداث السلبية والإبلاغ عنها، حيث تجمع ملفي معلومات التطعيم وتشاركها في أكثر من 100 منشأة في أبو ظبي والتي تشكل جزءًا من برنامج التطعيم، وذلك من خلال وحدة التطعيم المخصصة، ونظرًا لأن معلومات التطعيم مركزية في ملفي، فإن وزارة الصحة والحكومة لديها رؤى في الوقت الفعلي حول حالة التطعيم في الإمارة.
كما يمكّن الوصول إلى هذه المعلومات السلطات من إصدار تقارير تشغيلية وتخطيط قدرات التطعيم وتبسيط الخدمات اللوجستية وسلسلة توريد اللقاحات وإبلاغ برامج التوعية العامة. كما يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية في أبوظبي الوصول إلى معلومات التطعيم ضد فيروس كورونا في ملفي، مما يحسن عملية اتخاذ القرار السريري وكفاءة برنامج التطعيم. وقد صرحت المنظمة في بيان إن المتخصصين في الرعاية الصحية سيكونون قادرين في المستقبل القريب على رؤية بيانات التحصين الأخرى للمرضى بسهولة داخل ملفي.
يتيح الوصول إلى معلومات اللقاحات بمنصة ملفي للطاقم الطبي في نقطة التطعيم تحديد حالة المرضى والتحقق مما إذا كانوا جزءًا من أي تجربة تطعيم أو ما إذا تم إعطاؤهم جرعة اللقاح من قبل. ولتعزيز السلامة، يمكن للطاقم الطبي أيضًا التحقق من التاريخ الطبي للمريض وتحديد أي موانع محتملة لتلقي اللقاح، مثل الحساسية، حيث أن الوصول إلى هذه المصادر يُمكِّن من اتخاذ القرارات المستنيرة ويحسن بشكل كبير من سلامة جهود التلقيح.
ولمساعدة سلطات أبوظبي في مراقبة السلامة، سيتم رصد أي أثر جانبي للقاح يلاحظه الأطباء في نقطة الرعاية في سجلاتهم الصحية الإلكترونية من خلال ملفي، فبالنظر إلى المستقبل، من خلال البنية التحتية الرقمية التي توفرها ملفي، بما في ذلك منصة إدارة المخاطر السكانية التي تم إطلاقها مؤخرًا، سيكون لدى دائرة الصحة صورة أوضح بكثير عن انتشار الأمراض المزمنة أو غيرها من الحالات داخل الإمارة التي تعرض المرضى بشكل أكبر لخطر الإصابة بمرض شديد. كما يمكن استخدام هذه المعلومات لتعزيز جهود التوعية الحالية لهؤلاء الأفراد وتحديد أولويات توزيع اللقاح وفقًا لذلك.
كما ستساهم المعلومات المتوفرة في ملفي وأدواتها الخاصة بإدارة المخاطر السكانية بشكل كبير في أي أنظمة متقدمة مصممة خصيصًا لمراقبة المتلازمات والأوبئة والاستجابة لها. وستكون هذه الأنظمة ذات قيمة قصوى للتنبيهات المبكرة والاستعداد المتزايد للتعامل مع أي تفشي محتمل في المستقبل لسلامة السكان المحليين والعالميين، مما يضمن بقاء أبوظبي في طليعة الصحة العامة.