في الفترة التي تسبق إعادة فتح المدارس مجدداً في الإمارات العربية المتحدة في 30 أغسطس من العام الجاري، انقسم أولياء الأمور في جميع أنحاء الإمارات ما بين اختيار أسلوب التعلم الشخصي في المنزل أو التعلم عن بعد. والآن بعد أن أعلنت كل الجهات التعليمية في أبو ظبي ودبي أن المدارس مطالبة بإعطاء أولياء الأمور حرية الاختيار مابين التعلم عن بعد أو الحضور في المدرسة، لذا فإن الأمر متروك للعائلات نفسها لتقييم حجم المخاطر وتحديد المسار الذي يفضلونه.
يقول الدكتور ديبتي شاتورفيديلا أخصائي طب الأطفال في مستشفى برجيل أبوظبي: "أجد أن أغلب الآباء الذين أقابلهم دائماً ما يشعرون بالقلق حيال إصابة أطفالهم بالعدوى". فقد ظل الأطفال حبيسو المنزل لمدة ستة أو ثمانية أشهر يتلقوا الدروس عبر الإنترنت ولم يختلطوا بأصدقائهم طوال تلك المدة مما خلٌف آثار جانبية من عملية التعلم الإلكتروني بسبب الإفراط في الجلوس أمام الشاشة ".
1. إلى أي مدى يصاب الأطفال بالفيروس؟
أشارت التقديرات بحلول منتصف العام إلى أنه من 2٪ إلى 5٪ فقط من الأفراد المصابين بفيروس كوفيد -19 تكون أعمارهم أقل من 18 عامًا، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، ليصل العدد الإجمالي إلى 8.8٪ من جميع الحالات في الولايات المتحدة. هذا كله أقل بكثير من نسبة تلك الفئة العمرية من السكان حول العالم. وبالمقارنة مع البالغين، عادةً ما يعاني الأطفال المصابون بفيروس كورونا من أعراض أكثر اعتدالًا وتقتصر في الغالب على الأنف والحنجرة ومجرى التنفس، ونادرًا ما يحتاجون إلى دخول المستشفى.
2. هل ينتشر خطر الإصابة بفيروس كورونا بمعدل متساوي بين الأطفال؟
إن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات هم أقل عرضة للإصابة بالفيروس من المراهقين والبالغين، وذلك وفقًا لبحث أجراه العلماء في جامعة هارفارد ومدرسة تشان للصحة العامة في بوسطن وجامعة سانت أندروز في اسكتلندا. وقد تم دعم النتائج من خلال دراسة نُشرت في يونيو واستخدمت اختبارات الأجسام المضادة لإجراء عمليات مسح لحوالي 2766 شخصًا في جنيف. ووجدت الدراسة أن المراهقين كانوا عرضة للإصابة بالفيروس تقريبًا بنفس نسبة إمكانية تعرض البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا، بينما تتأخر إصابة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات.
4. هل ينشر الأطفال الفيروس؟
لم يتضح ذلك الأمر بعد، لكنه قد يعتمد على ما إذا كانوا مرضى أم لا. أفاد أطباء في شيكاغو من خلال أبحاث أجروها في يوليو، أن الأطفال المصابين بفيروس كوفيد -19 الذين تقل أعمارهم عن 5 أعوام يكون تركيز الفيروس في مجرى التنفس لديهم أعلى بالمقارنة بالأطفال الأكبر سنًا والبالغين، الأمر الذي يجعل نقلهم للعدوى أسهل.
ومع ذلك، وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة Nature أن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين في هذه الفئة العمرية لا يعانون من أعراض مما يقلل من احتمالية نقل الفيروس.
5. ما مدى إصابة الأطفال بفيروس كوفيد -19؟
وجد العلماء في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي في يونيو أن الأعراض السريرية تظهر في 21٪ من الإصابات لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا، وترتفع إلى 69٪ في الأشخاص الأكبر من 70 عامًا. على أن حالات الوفيات نادرة للغاية بين الأطفال. كما أن هناك اضطراب دموي. يُعرف باسم متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال (PIMS) أو متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال (MIS-C) ، وهي حالة قاتلة ، على غرار مرض كاواساكي. يحدث بمعدل حوالي شخصين لكل 100،000 شخص ممن تقل أعمارهم عن 21 عامًا.
6. ما الإجراءات المتبعة في المدارس بدولة الإمارات العربية المتحدة إذا كان هناك نسب تفشي لفيروس كورونا؟
أصدرت هيئة المعرفة والتنمية البشرية إرشادات واضحة للغاية حول البروتوكول الذي يجب اتباعها إذا ظهرت بعض أعراض الفيروس على الطفل أو الموظف أثناء وجوده في المدرسة. يجب أن يكون لدى جميع المدارس غرفة عزل، حيث سيتم إرسال أي طفل أو موظف تظهر عليه الأعراض إليها أثناء انتظار إجراءات نقله إلى مستشفى أو مكان آخر حيث يمكن إجراء اختبارات كورونا.
يقول بول سلاتر نائب رئيس العمليات والصحة والسلامة والبيئة إذا أتضح ان هناك مصابين بالفعل في إحدى المدارس فستقوم المدرسة على الفور بتنفيذ عملية تتبع جهات الاتصال، والتي تتضمن تحديد أي طلاب أو موظفين كانوا على اتصال وثيق بـ" الحالة الإيجابية ".
7. كيف يحدد أولياء الأمور ما إذا كان يجب إرسال أطفالهم إلى المدرسة أو استكمال تعليمهم عن بعد؟
الإجابة ليست بسيطة على هذا السؤال فهناك معلومات يجب ان تتوفر لدى الآباء حتى يتسنى لهم اتخاذ القرار.
أولاً: مع توفر المزيد من الأبحاث حول طبيعة كيفية اتشار موفيد-19 الآن، عندما تفتح المدارس في 30 أغسطس ستكون مزودة ببروتوكولات من الإجراءات الاحترازية المدعومة، مثل ارتداء الكمامات الإلزامية والتباعد الاجتماعي والتعقيم المتكرر.
وثانيًا: بعد أن تلقى الطلاب الكثير من الدروس عبر الإنترنت أثناء فترة طويلة أصبح المدارس والطلاب على دراية جيدة بوسائل التعلم ع بعد مما يجعل الأمر يسيراً بعد ذلك بناءً على خبرتهم السابقة
وفي النهاية على الرغم من ذلك لا يوجد صواب أو خطأ، كما يقول الدكتور شاتورفيدي: "على كل والد أن يقرر ما هو مناسب لكل طفل على حدة وفقاً لما يشعر حياله الطفل بالراحة.