يستعد جميع الطلاب في أنحاء الإمارات العربية المتحدة لبدء العام الدراسي الجديد في 30 أغسطس والعودة إلى المدارس مجدداً بعد انقطاع دام طويلاً. سيتم إخطار أولياء الأمور بحلول نهاية هذا الاسبوع بالوضع الذي ستتبعه مدارس أطفالهم سواء كان دوام كامل أو دوام جزئي، على أن الدوام الكامل عن بُعد مازال وضعاً اختياريا لدى جميع المدارس في دبي. بينما لا يُسمح بذلك في أبوظبي، حيث تم منح المدارس الاختيار ما بين الدواء الجزئي أو الدوام الكامل أو حضور كل مجموعة أسبوعاً مختلفاً بالتناوب أو الدمج بين كل ما سبق.
إذن ما الذي سيحدث؟ وكيف لأولياء الأمور أن يعدٌوا أطفالهم للعودة للمدارس على أكمل وجه؟
دعت هيئة المعرفة والتنمية البشرية جميع المدارس لتقديم مقترحاتها حول الأوضاع المتبعة في المدارس. وقد تم الاتفاق على أنه سوف يُجرى وضع الخطة بُناءً على مساحة المدرسة وعدد التلاميذ وأعضاء هيئة التدريس. ويُعتقد أن بعض المدراس سوف تلجأ إلى عقد الدروس في صالات الألعاب الرياضية أو منطقة الحدائق بينما يلجأ البعض الآخر إلى مواصلة إلقاء الدروس عبر الإنترنت.
كيف يمكن إعداد الأطفال للعودة إلى التعامل مع زملائهم داخل الصف؟
أولى الخطوات المتبعة في ذلك هو إخبار الأطفال أن المدرسة هذا العام سوف تكون مختلفة بعض الشيء وأن عليهم اتباع بعض الممارسات للحفاظ على سلامتهم مثل ترك مسافة كافية بينهم وبين زملاءهم وارتداء الكمامة والقفازات وإجراء فحص درجة الحرارة. ولسوف نجد بعض الأطفال يتمتعون بمرونة الفهم لما قضوه من وقت طويل داخل منازلهم وعدم خروجهم للعب بالحدائق والمتنزهات اتباعاً لإجراءات الحجر المنزلي. وقد قالت الدكتورة إيزا خان استشاري طب الأطفال في مستشفى إن إم سي الملكي، دبي : "يجب علينا إدراك أن عودة الأطفال إلى المدرسة أمراً حتمياً ضرورياً لما توفره من تقدم في نموهم الأكاديمي، ورفاههم الاجتماعي والعقلي والعاطفي".
كما يجب أيضاً ألا ننسى تعليمهم كيفية غسل أيديهم وتعقيمها والعطس في منديل ورقي أو داخل الكوع. والجدير ذكره أيضاً مواعيد النوم التي قد تغيرت بالطبع اثناء فترة الحجر المنزلي، فقد اعتاد الأطفال على السهر والنوم لاحقاً، لذا يجب أن يحصلوا على قسط كافٍ من النوم حتى يعتادوا على الاستيقاظ مبكراً مرة أخرى. إذا أن نظام النوم الصحي للأطفال يجعل جهاز مناعتهم أقوى بكثير، الأمر الذي يزيد من قوتهم في مواجهة عدوى الإصابة بالفيروس.
وقد حذرت الدكتورة إيزا خان من إرسال الطفل إلى المدرسة إذا كان يعاني من ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو كان يظهر عليه اي عرض من أعراض نزلات البرد.
ماذا يفعل الوالدين في حال شعور أطفالهم بالقلق حيال عودتهم إلى المدرسة؟
قالت الدكتور إيزا خان أن شعور الأطفال بالقلق ينشأ من جراء بعض المخاوف حول نقطتين أساسيتين:
الأولي: هي خوفهم من الإصابة بالفيروس والثانية: ألا يتمكنوا من مواكبة الواجبات المدرسية واستذكار دروسهم بعد أن كانوا يقضون اليوم بأكمله بالمنزل لتأدية الواجب المنزلي في ساعات محددة فقط دون تكبد عناء الذهاب إلى المدرسة.
وفي مواجهة ذلك يجب على أولياء الأمور إخبار أطفالهم أن شعورهم بالخوف والتوتر لهو أمراً طبيعياً لا يدعوا للقلق. في البداية عليك إجراء نقاش مفتوح مع طفلك لسماع جميع مخاوفه وطمأنته بأن تدابير السلامة والاحتياطات التي ستتخذها المدارس ستحافظ على صحة الجميع. كما يمكنك إقناعه بمدى أهمية دوره في الحفاظ على صحته وصحة زملاؤه بارتدائه الكمامة والقفازات، وكم أنه من الرائع العودة إلى المدرسة وتعلم مهارات جديدة ومقابلة الأصدقاء واللعب معهم في فناء المدرسة والتنافس فيما بينهم للحصول على أعلى الدرجات.