في ذلك الوقت من العام يستعد جميع الأطفال بحقائبهم المدرسية الجميلة والكتب الجديدة وينتظرون بفارغ الصبر لقاء أصدقائهم بعد عطلة الصيف الطويلة. ومع ذلك، اختلفت الأمور كثيراً هذا العام، حيث يختار غالبية الطلاب وأولياء الأمور التعلم الافتراضي على الذهاب إلى المدرسة. وستشهد قائمة التسوق لأولئك الذين يختارون التعلم في الفصول الدراسية أيضًا بعض الاختلاف لشرائهم زجاجات الكحول والكمامات والقفازات باعتبارها المدخلات الجديدة لقائمة مشتريات العودة إلى المدرسة.
وفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة الخليج تايمز مؤخرًا، يفضل 61.45 بالمائة من الطلاب التعلم الإلكتروني بينما يرغب 38.55 في المائة من الطلاب في اختيار تلقي الدروس داخل المدرسة. كما أظهر مسح أجرته وزارة التربية والتعليم بين أولياء الأمور نتائج مماثلة حيث دعم نحو 59 بالمائة التعلم عن بعد في الفصل الأول من العام الدراسي الجديد.
لضمان عدم تفويت الطلاب لدراساتهم، نقلت جميع المدارس في الدولة الفصول الدراسية عبر الإنترنت في شهر مارس بسبب جائحة فيروس كورونا. في حين أظهر الكثيرون في البداية ميلاً نحو الفصول داخل الحرم الجامعي في العام الدراسي الجديد ، تواصلت صحيفة الخليج تايمز مع أولياء الأمور والطلاب مرة أخرى، لاستكشاف الأسباب الكامنة وراء القرار المتغير.
قالت السيدة "مادوليكا تشاترجي" التي لديها ابنة تُدعى "نانديني" في الصف العاشر في مدرسة جميرا، إن العدد المتزايد لحالات كورونا في الماضي يقف كعائق يمنعنا من ذلك.
كما قالت أيضاً: "ابنتي تبلغ من العمر 15 عامًا، لذلك كنت أرى في بادئ الأمر أنها بلغت سناً يسمح لها بالقدرة على الاعتناء بنفسها جيداً واتباع جميع إجراءات واحتياطات السلامة. ومع ذلك فأنا أشعر بالقلق الشديد الآن إذا كان علي أن أرسلها إلى المدرسة لتتعامل مع العديد من الزملاء والمدرسين والموظفين يومياً"
يخطط العديد من الأشخاص الآخرين مثل أديتي وشقيقه أديتي غاندي لبدء العام الدراسي عبر الإنترنت. قال أديتيا وهو طالب بالصف العاشر في مدرسة وينشستر: "على الرغم من أننا نرغب في العودة إلى المدرسة لعديد من الأسباب، فقد قررنا اختيار التعليم عبر الإنترنت للفصل الدراسي الأول بحيث أ السلامة تأتي في المقام الأول".
قالت أم فلبينية تُدعى "سيرسيل فيرير كول" التي يبلغ ابنها 12 عامًا في مدرسة جييس: "لا أشعر بالراحة حيال إرسال ابني إلى المدرسة . التعليم عبر الإنترنت هو خيار أفضل بكثير في الوقت الحالي حيث أننا التزمنا المنزل طوال فترة تفشي المرض ولا نريد تعريض طفلنا للعديد من الأشخاص على نحو فجائي".
وأكدت زويا شيخ -والدة طالبة في الصف الثاني- على نفس الآراء قائلة: "لديّ ابنة تبلغ من العمر سبع سنوات، فكيف يمكن تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين وارتداء الكمامات للأطفال الأصغر سنًا دون قلق؟ كما أن الموجة الثانية من فيروس كورونا تثير العديد من المخاوف لدينا كما كان الحال في العديد من البلدان. لذلك ، أفضٌل أن تتلقى ابنتي الدورس عن بعد على الأقل في المرحلة الأولية واتباع نهج الانتظار والترقب".
يدرك الآخرون الذين يختارون الذهاب إلى المدرسة أن المؤسسات التي من المقرر افتتاحها بعد العطلة الصيفية لن تعود إلى سابق عهدها كمان كانت قبل اجتياح فيروس كورونا العالم وبعد أن أغلقت المدارس أبوابها في جميع أنحاء البلاد.
يستعد التلاميذ الذين اختاروا نموذج التعليم بالمدارس الآن "بشكل متنوع" لأسلوب التعامل أثناء الفصل الدراسي الجديد في هذه الظروف الاستثنائية.
يقول ألانيز ماري ماجدالين –وهو طالب في الصف العاشر بمدرسة كامبريدج الدولية في دبي- اختار أن أتلقى دروسي في المدرسة، فأنا متفائل على الرغم من وجود الكثير من التحديات. كما اضاف قائلاً "بعد اتباع طرق التعلم عن بعد لفترة طويلة، سوف تتطلب العودة إلى المدرسة مجدداً الكثير من الإجراءات والتغييرات.
وفقًا لمغتربة كندية مقيمة في دبي تٌدعى موسى نمر فقد قال: "كانت الأشهر القليلة الماضية بمثابة نقطة تحويل وتعليم لابنها البالغ من العمر سبع سنوات، فلقد أصبح أكثر وعياً بأهمية الحفاظ على أسلوب حياة صحي وسليم. لذا فعندما يعود إلى المدرسة، نحن كآباء واثقين جدًا ولا نشعر بالقلق الشديد بشأن الإجراءات، وذلك بفضل الوعي الذي تكون لديهم وبفضل
الشفافية الكبيرة داخل مدرسته وممارسات الاتصال وإجراءات السلامة والوقاية الشديدة".