بدأت مدينة الشيخ خليفة الطبية إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" أولى محاولات علاج فيروس كورونا باستخدام بلازما الدم من خلال إعطاء البلازما المأخوذة من شخص تعافى من كورونا إلى شخص مصاب بالفيروس يعاني من أعراض متوسطة إلى شديدة.
وتُستخدم في هذا العلاج خلايا البلازما المأخوذة من الشخص الذي تعافى بحيث تحتوي هذه الخلايا على أجسام مناعية كونها الجسم بعد الالتهاب وعادة ما تتكون في الفترة بين 14 إلى 21 يوماً بعد التعافي، وقد حصل العلاج بالبلازما لمرض "كوفيد-19"على موافقة مسرعة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لاستخدامه كمنتج تحت التجربة، وهو يستخدم في عدة مراكز صحية مرموقة حول العالم. وقد لاحظ الأطباء أن 40-50% من المرضى الذين يخضعون لهذا العلاج أظهروا نتائجاً طيبة ومبشرة.
وصرحت الدكتورة فاطمة الكعبي، استشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام في مدينة الشيخ خليفة الطبية، بأن مدينة الشيخ خليفة الطبية بدأت العلاج بالبلازما هذا الأسبوع، حيث تبرع شاب إماراتي يبلغ من العمر 29 عاماً ببلازما الدم بعد تعافيه من فايروس كورونا، ثم أعطيت البلازما عبر الوريد لأحد المرضى المصابين بالفايروس، ولا زلنا بانتظار نتائج هذا العلاج ونحن متفائلون بأنها ستكون واعدة حيث نتوقع تحسن حالة المريض في وقت قريب، مشيرة إلى أن هناك معايير لاختيار متلقي بلازما الدم من أهمها تطابق زمرة دمه مع زمرة دم المتبرع، وكذلك ألا يقل عمره عن 16 عاماً ولا يتجاوز 75 عاماً وأن تكون حالته متوسطة إلى شديدة، ولا يعاني من أي حالة صحية تمنع تقبله للبلازما.
وبدورها قالت الدكتورة، هبة الحميدان، استشاري ورئيس قسم المختبرات الطبية بالإنابة، يتلقى المريض البلازما بشكل تروية عبر الوريد Infusion، وعند دخول البلازما التي تحتوي على الأجسام المضادة إلى جسم المريض تهاجم تلك الأجسام المضادة الفيروس وتمنع حدوث مزيد من الضرر في الأعضاء الحيوية للجسم كالكلى والقلب والجهاز التنفسي.
وشرحت الدكتورة الحميدان أن التبرع بالبلازما يتم في بنك الدم أبوظبي باستخدام جهاز فصادة الدم (apheresis) بنفس طريقة التبرع بالدم حيث يستخلص جهاز الفصادة البلازما التي تحتوي على الأجسام المناعية التي تساعدنا في العلاج، ضمن المواصفات العالمية حسب إرشادات المنظمة العالمية لنقل الدم، ومنظمة بنوك الدم الأمريكية AABB. وعادة ما تكون البلازما المستخلصة من متبرع واحد كافية لعلاج مريضين.
ومن جانبها قالت الدكتورة مريم بطي المزروعي، المدير التنفيذي لمدينة الشيخ خليفة الطبية، أنه في ظل عدم توفر عقار أو لقاح ضد هذا الفيروس سريع الانتشار، ارتأينا الإسراع في استخدام العلاج ببلازما الدم لإنقاذ الحالات الشديدة. وتجرى العملية كاملة بأقصى درجات السلامة لكل من المتبرع والمتلقي. مشيرة إلى أن كل الجهود في الوقت الحالي منصبة على مكافحة المرض وحماية الدولة ومن فيها من انتشاره، وأنهم يبذلون قصارى جهودهم لتطبيق أي علاج مبشر بنتائج إيجابية.