أكد عدد من الخبراء خلال مشاركتهم في فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن جائحة كورونا كانت بمثابة الحافز لتسريع تبني التقنيات المتقدمة في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والاتصالات من أجل متابعة تقديم خدماتها
وأكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم أن دولة الإمارات كانت تمتلك من البنى التحتية ما يساعدها على التحول إلى منصات التعلم عن بُعد أثناء تفشي جائحة كورونا وذلك بفضل إطلاق مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي في عام 2012، والخبرات المكتسبة التي مكنت الوزارة من تطوير نسختين من المناهج الدراسية، نسخة مخصصة للفصول الدراسية والأخرى للتعلم عن بعد.
وقد أشار معاليه إلى أن استثمار الإمارات في البنية التحتية هو ما جعلها قادرة على توفير خدمات التعليم بأعلى معايير الجودة العالمية في جميع الظروف، وبناء أفضل منصة تعليمية تتسم بالذكاء والمرونة، بالإضافة إلى توفير الأجهزة المناسبة للمعلمين والطلاب من أجل تسهيل عملية الدخول إلى الشبكة واستخدام التطبيقات المطلوبة، مشيرًا إلى قيام الوزارة بإنشاء مراكز عبر الأقمار الصناعية لاستيعاب طلبات الدخول الهائلة إلى منصات التعليم من 1.2 مليون طالب وهو ما ألزمنا أيضًا بزيادة سرعة الإنترنت بنسبة 100% تقريبًا.
ومن جانبه أبرز نائب الرئيس للشؤون العامة العالمية في شركة هواوي إدوارد زو على الدور المهم الذي قامت به الاتصالات السلكية واللاسلكية في المحافظة على الأنشطة الاقتصادية خلال الجائحة، وأشار إلى التأثير الكبير للجائحة على المجتمعات التي لا تستخدم الاتصال بشبكة الإنترنت، مشيرًا إلى الفجوات والتحديات التي لا تزال قائمة ويجب التعامل معها، حيث كانت هذه الجائحة تذكيرًا لنا بأن الأسس التي يستند عليها الاقتصاد العالمي حاليًا ليست بالقوة التي نظنها، فما زال ما يقرب من نصف البشر غير متصلين بشبكة الإنترنت، ولا يستخدمون التقنيات الرقمية، كما لم يستطيع عدد من الأطفال استكمال تعليمهم عبر الإنترنت خلال الجائحة.
ودعا زو إلى اعتماد معايير موحدة للتقنيات على المستوى العالمي من أجل تخفيض التكاليف لنشر التكنولوجيا والاتصال إلى شرائح أكبر من الجمهور مشيرًا إلى أن الاستثمار في البنية التحتية يجب أن ترافقه سياسات ضريبية تحفز الشركات على زيادة الاستثمار في دعم التحول الرقمي الذي أصبح ضرورة قصوى في ظل الجائحة، كما يجب على الحكومات اعتبار معدات الشبكة من أهم أساسيات البنية التحتية
من جانبها أشارت نائبة رئيس المجلس التنفيذي في مصرف سبيربنك، ونائبة رئيس الوزراء الروسي السابق، أولغا غولوديتس، إلى أن التقنيات الجديدة التي تستخدم عن بُعد قد احتلت الصدارة خلال الجائحة، سهلت الرعاية الصحية لقطاع واسع من المرضى كما ووفرت المعرفة الجديدة للأطباء، ويظهر ذلك من خلال ارتفاع الطلب على منصات التطبيب عن بُعد إلى 60 ضعفًا في الولايات المتحدة.
وأكدت غولوديتس على أن هناك المئات من نماذج الذكاء الاصطناعي تعمل حاليًا حول العالم من اجل مساعدة الأطباء على تشخيص حالات مرضاهم وتكوين معرفة أدق فيما يتعلق بالأمراض وعلاجها المقترح مشددة على أنه لا يزال الطلب على التقنيات الجديدة مستمرًا على الرغم من تجاوز المرحلة الأخطر لتفشي الفيروس، وأن الجائحة كانت بمثابة حافزًا للتعجيل بتطبيق حلول الرعاية الصحية الجديدة. وأضافت بأن التقنيات الجديدة من شأنها أن تساعد في اختيار أسلوب الرعاية الصحيح وقد بدأ بعض الأفراد بالفعل في استخدام برامج لتتبع حالاتهم الصحية بشكل يومي، لتصبح مهمة الأطباء هي إرشادهم نحو أكثر الطرق فعالية.
وام