سجلت جامعة الإمارات العربية المتحدة براءة اختراع كمامة كهربائية للقضاء على الفيروسات تزامنًا مع تفشي وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية مما دعا إلى ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائية كارتداء الكمامة لتجنّب العدوى.
وقد أظهرت الدراسات أنه من الممكن أن تنتقل الفيروسات المتراكمة على الأقنعة ومعدات الحماية إلى أيدي المستخدم أو ملابسه مما يؤدي إلى الإصابة بعدوى.
طوّر فريق البحث في جامعة الإمارات ، بقيادة الدكتور محمود الأحمد، جهازًا يحتوي على قطبين مرنين من الجرافين متصلين بمصدر طاقة شبيه بالبطارية (يوفر تيارًا مباشرًا ذات جهد منخفض من 1 µA إلى 100mA و 3 فولت) لتشغيل الجهاز. والقطبان الكهربائيان مصممان بشكل متداخل مع وجود مسافات متساوية لتوفير مساحة كافية لتدفق الهواء كي يتنفس المستخدم و من جهة أخرى لتدفق المجال الكهربائي الذي يقوم بقتل الفيروسات عند ملامستها. يمكن توصيل الجهاز بأي ملابس وقائية كالكمامة مثلًا . يشار إلى أن مادة الدعم مصنوعة من البلاستيك المرن أو مادة بوليمر ، مثل ألواح البولي إيثيلين تيريفثاليت جلايكول (PETG) التي تتناسب مع شكل وجه المستخدمين عند ارتداء الكمامة.
عندما يتم تشغيل الجهاز ، يتم شحن قطب كهربائي واحد بشكل إيجابي والآخر بشكل سلبي لتوليد مجال كهربائي (حوالي 20 ميجا فولت / متر) مما يتسبب في تدفق تيار كهربائي خلال أو عبر أي فيروسات متواجدة في المحيط . وبالتالي ، فإن الفيروسات إما أن يتم تدميرها بالكامل ، أو تدميرها جزئيًا ، أو على الأقل تحييدها فتصبح غير مؤذية. يمكن إعادة ضبط الإعدادات لتكون فعالة في مواجهة أنواعًا مختلفة من الفيروسات.
كما تمكّن الفريق من تطوير استخدامات أخرى للجهاز تتجلّى في تطوير اللقاح من خلال تطبيق تيار متناوب متراكب مع التحفيز المباشر، الذي من شأنه أن يضعف من أثر عدوى الفيروسات ومن قابليتها للانتقال. ويمكن استخدامه لتطوير اللقاح ضد فيروسات من النوع نفسه.
قال البروفيسور أحمد علي مراد ، العميد المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات ، أن الجامعة تشجع على الابتكار في مختلف المجالات وتدعم أفكار الباحثين وأعضاء هيئة التدريس من خلال وحدة براءات الاختراع والملكية الفكرية التابعة لمكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، وتساهم في حفظ الأفكار وتسجيل حقوق الباحثين والجامعة من خلال النظام الإلكتروني الذي يتيح للباحث طرح الفكرة ثم مراجعتها علميا و قانونيًا من خلال شركة قانونية تسمح للفكرة بمنح براءة اختراع في غضون 7 أشهر.
وأضاف أن براءة الاختراع هذه تأتي في إطار جهود الجامعة لإيجاد أفضل الحلول للتحديات الصحية التي يواجهها العالم خاصة تلك المتعلقة بانتشار الفيروسات والحفاظ على الصحة العامة حيث تعتبر الصحة من الأولويات البحثية لجامعة الإمارات. وعبّر عن سعادته بالمساهمة في تعزيز الجهود الوطنية لحماية صحة المجتمع وتطلّعه إلى بدء تسويق براءة الاختراع .
بدوره قال محمود الأحمد ، أستاذ الهندسة المساعد في جامعة الإمارات : "إن العمل يهم المجتمع العلمي ، وسيفتح مجالات جديدة للبحث عن تقديم حلول ذكية للتغلب على جائحة كوفيد 19 ، بينما يتطلب المفهوم مزيدًا من التطوير قبل تطبيقه على معدات الوقاية الشخصية ، إلا أنه يمثل بداية ممتازة في هذا الاتجاه. ''
وام