نجح فريق بحثي يعمل بشراكة مع مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في تطوير وتصميم وإنتاج مجموعة متنوّعة من أقنعة الوجه الواقية التي يمكن لمختلف القطاعات الاستعانة بها للوقاية من العدوى، إذ أطلق مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار برنامج تعاون مع مختبرات "إيمنسا للتكنولوجيا "Immensa الشريك المتخصص في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بغرض تصنيع أقنعة وجه واقية تصلح للاستخدام اليومي في خطوة سباقة للحماية من فيروس كورونا، حيث أثبتت الأقنعة فاعليتها في الحدّ من انتشار العدوى بنسبة 86% عند مخالطة المرضى والمصابين بالفيروس وقدرتها على الحيلولة دون ملامسة أي رذاذ صادر عن المصابين لوجه الشخص الذي يرتدي القناع واستقراره عليه.
وفي غضون 3 أيام، نجح الفريق البحثي في المجمّع في ابتكار وتصميم وإنتاج مجموعة متنوّعة من النماذج الأولية لأقنعة الوجه الواقية التي يمكن لمختلف القطاعات الاستعانة بها للوقاية من العدوى وخلال أقل من أسبوع بدأت عملية إنتاج أقنعة الوجه الجديدة، وبحلول الأسبوع الأول من شهر مارس بلغت الطاقة الإنتاجية لمختبرات إيمنسا للتكنولوجيا ما يزيد عن 5000 قناع واقِ أسبوعياً.
كما نجحت مختبرات إيمنسا للتكنولوجيا اليوم من خلال شراكتها مع المجمع في تكثيف إنتاجها من أقنعة الوجه الواقية ليتجاوز 25,000 قناع واقٍ أسبوعياً في مشاغلها وأصبحت خطوط إنتاجها تصل إلى العديد من المؤسسات بالقطاعين العام والخاص في جميع ربوع الدولة، كما تمكنت الشركة من انتاج أقنعة وجه تصلح لتوصيلها بأجهزة التنفس الصناعي بالإضافة إلى أجهزة ومعدّات أخرى من التي تواجه نقصاً في الأسواق.
ولا يزال المجمع يواصل مساعيه في إنتاج أجزاء الآلات غير الطبية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن حرصاً منه على خدمة شركات التصنيع العاملة في مختلف القطاعات وسدّ احتياجاتها من الأجزاء المعدنية التي أصبحت تعجز عن الحصول عليها بسبب الخلل الذي ضرب سلسلة التوريد الخاصة بها.
وقال حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار إن هذا المشروع يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالاستثمار في القطاع الابتكاري في الإمارة وحرصه على دعم واحتضان مؤسسات ومراكز البحث والتطوير من مختلف أرجاء العالم، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز لشركة إيمنسا ما هو إلا مؤشر ليس فقط على الصناعة الذكية إنما الاستثمارات الذكية التي بدأت بالتوافد إلى المجمع الذي يعد مفخرة علمية للإمارة في مسيرتها التطويرية.
وأوضح أن الاستراتيجية التي يتبناها المجمع لإقامة منظومة بحثية متطوّرة أدت إلى تشجيع العديد من الشركات على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية على الدخول في شراكات مع المجمّع، مشيراً إلى أنه وفي مثل هذه الأزمات العصيبة تظهر القيمة الحقيقية لمثل هذه الاستراتيجيات والرؤى.
وحول جهود المجمع البحثية في التصدي لفيروس كورونا، قال إنه تم الاعلان بداية أبريل الجاري عن المشروع الزراعي الكبير المتعلق بالأمن الغذائي ضمن مشروع متكامل للأبحاث الزراعية المستدامة على أرض المجمع من خلال تسخير التكنولوجيا للإنتاج الزراعي وضمان الأمن الغذائي عبر تصميم مزارع داخلية بمساحة 150 متراً مربعاً لتنتج واحد طن من الخضروات العضوية والفاكهة شهرياً، بتقنيات الزراعة العمودية بدون تربة.
وأضاف: نطمح من خلال هذه المشاريع، أن فقوم بالترويج لإمارة الشارقة كعاصمة للابتكار على المستوى العالمي، وقال إن الطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون لها دوراً رئيسياً في مستقبل العديد من القطاعات كالبناء والطب والطيران وغيرها، إذ تتم صناعة المنتجات عن طريق تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تغير عالمنا بسرعة، ونتطلع في مجمع الشارقة للابتكار إلى تعزيز مفهوم الابتكار من خلال تزويد الشركات الصناعية وتمكينها من الوصول إلى مجموعة واسعة من تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بدءاً من الطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد وغيرها من أنواع الطباعة من خلال "مركز الشرق الأوسط للتصنيع الذكي".
وحول هذا الإنجاز، قال فهمي الشوا الرئيس التنفيذي لشركة إيمنسا: نتطلع دائماً إلى تعزيز شراكتنا مع المجمع وتكثيف الجهود ليكون مركزاً رائداً للطباعة ثلاثية الأبعاد في المنطقة، وهو ما دفعنا إلى تكريس جهودنا للتوافق مع المبادرات الحكومية ودعم إجراءات السلامة التي تتعامل مع صحة الناس كأولوية من خلال ابتكار مهندسينا حلولاً علمية للمساهمة في الجهود المحلية والعالمية للتصدي لهذا الوباء.
ومع نهاية شهر فبراير وبحكم عمل إيمنسا مع العديد من المنظمات في أوروبا بالإضافة إلى توليها بعض المهام هناك، لاحظ فريق إيمنسا أن أقنعة الوجه تعاني من نقص حاد على المستوى العالمي على الرغم من أنها تعتبر من أفضل معدات الوقاية الشخصية، وبالتالي، كلّفت مختبرات إيمنسا للتكنولوجيا فريق مهندسيها المؤهّلين بدرجة عالية لدى مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والمتخصّصين في المجال البحثي المعني بإنتاج الأجزاء المعدنية بالاستعانة بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وابتكار نوع جديد من أقنعة الوجه الواقية.
وتتميز أقنعة الوجه الواقية التي ابتكرتها مختبرات إيمنسا للتكنولوجيا بأنها متوافقة حيوياً وقابلة للتنظيف والتعقيم كما أنه يمكن إعادة تدوير المادة المصنوعة منها وتصلح لاستخدامها عدة مرات ولفترات طويلة وذلك على خلاف العديد من واقيات الوجه الأخرى التي لا تُستعمل سوى لمرة واحدة.
وأعلن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار خلال النصف الثاني من العام 2019 عن افتتاح مركز اختبار الشرق الأوسط للتصنيع الذكي أو ما يطلق عليه بالتصنيع المضاف كما أعلن عن انضمام مختبرات إيمنسا للتكنولوجيا كأول المنضمين لهذا المركز الأول من نوعه في المنطقة من خلال إبرام شراكة استراتيجية لإطلاق أول منشأة تجارية للطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد في الشارقة عبر التصنيع المضاف للتطبيقات الصناعية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
كما تم إطلاق مركز الأعمال التابع للمجمع (ميكر سبيس) والذي أطلق عليه "مختبر الشارقة المفتوح للابتكار "كأول حاضنة للشركات الناشئة والأعمال الابتكارية في الشارقة.
ويعتبر مركز الشرق الأوسط لتصنيع المواد المضافة والذي تم إطلاقه في مجمع الشارقة للابتكار بشراكات استراتيجية مع "إيمينسا" وشركاء آخرين خطوة أخرى نحو انخراط الإمارات في مكونات الثورة الصناعية الرابعة، بأن تصبح مركزاً عالمياً للطباعة ثلاثية الأبعاد.
هذا وسيتم تجهيز مركز الشرق الأوسط لصناعة المواد المضافة بمجموعة من الطابعات ثلاثية الأبعاد الصناعية بما في ذلك الآلات الرائدة عالمياً مثل طابعات الليزر فائقة التطور.
كما تمثل هذه المبادرة من قبل مجمع الشارقة للابتكار علامة فارقة في دولة الإمارات والمنطقة ككل، إذ سيكون مركز الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن مفتوحاً للاستخدام من قبل الشركات في مختلف القطاعات حيث سيعتبر بمثابة دفعة كبيرة لمعدلات اعتماد الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وتمتلك شركة إيمنسا الرائدة في مجال تصنيع المواد المضافة في المنطقة العديد من المشاريع في مجال النفط والغاز وصيانة المعدات الثقيلة والبحرية وغيرها من القطاعات التي ستبدأ الاستفادة من المركز الجديد اعتباراً من اليوم الأول لانطلاقه.
وبلغ حجم سوق تصنيع المواد المضافة للمعادن 2.6 مليار دولار أمريكي في عام 2018 وينمو بمعدل 20٪ سنوياً مما يمثل فرصة هائلة لهذا النوع من الصناعة، وتشير التقديرات إلى أن القيمة الإجمالية للأجزاء التي يمكن إنتاجها باستخدام الطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد ستتجاوز 14.2 مليار دولار في غضون من 5 إلى 8 سنوات، كما ستجلب إيرادات صناعة النفط والغاز وحدها 450 مليون دولار إلى قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد، وسيزيد هذا إلى 1.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025 وذلك بفضل الزيادة في أنشطة الأبحاث وتطوير المنتجات وازدياد الحاجة إلى مزيد من الإبداع في عملية التصميم كما ستساهم الطباعة ثلاثية الأبعاد في تسهيل عمليات الإنتاج.
وام