في اتصال مرئي عن بُعد ضمن فعالية "لقاء مع ملهم" الذي نظمتها "سجايا فتيات الشارقة" - التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، حثت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في دولة الإمارات، الشباب الإماراتي والعربي على التحلي بالروح الإيجابية والاستفادة من التحديات التي يمر بها العالم جراء فيروس كورونا المستجد بوصفها فرصاً يمكن تطويرها واكتشاف حجم جاهزيتهم في مواجهتها.
وتم تنظيم هذه الفعالية بهدف تقديم نماذج ملهمة من المجتمع الإماراتي لمنتسباتها وللأجيال الجديدة من اليافعين والشباب وإتاحة المجال أمامهم للتحاور معهم والتعرف إلى التحديات والصعوبات التي واجهت مسيرتهم.
وقالت الحوسني إن فيروس كورونا المستجد تحدٍ فرض ظرفاً استثنائياً لكن في المقابل لولا هذا الظرف لما خضنا تجربة الدراسة عن بُعد بهذه السرعة، ولولا هذا التحدي لما خضنا تجارب عديدة مختلفة ومميزة، فيجب على الشباب الاستفادة من هذه الأوضاع واستغلال الأوقات في اكتساب مهارات وهوايات جديدة.
وتحدثت الحوسني خلال اللقاء الذي حضره أكثر من 300 شاب وشابة وعدد من الإعلاميين من داخل الدولة وخارجها عن تجربتها الشخصية كمتحدث رسمي باسم القطاع الصحي للدولة في ظل الوضع الراهن، وتوقفت عند مسيرتها المهنية وسنوات الدراسة التي مرت بها إلى جانب حياتها الأسرية ودورها كأم.
وفي بداية اللقاء تقدمت بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين على حرصهما ودعمهما المستمر لجميع المبادرات التي تهدف لاحتضان وتربية الأطفال واليافعين وإيجاد بيئة إيجابية تستثمر طاقاتهم وقدراتهم وتساعدهم على تبني مهارات حياتية مهمة.
وفي حديثها حول عملها كمتحدث رسمي عن قطاع الصحة، قالت الحوسني: "هذا تشريف كبير لي من قيادة دولة الإمارات ومن المسؤولين في القطاع الصحي وعلى الرغم من مشاركتي الإعلامية السابقة لكن كانت هذه التجربة مختلفة ففي هذا الوضع الراهن أتحدث مع جميع فئات المجتمع الإماراتي لذا يجب تقديم المعلومات بطريقة سهلة ومبسطة لتصل لجميع المشاهدين وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك".
ودعت الشباب إلى ضرورة دعم المجتمع من خلال التطوع في مختلف القطاعات والعمل على نشر الوعي بين أفراده بالاستناد إلى المعرفة والعلم وليس من خلال ما يتم تداوله على مواقع تواصل الاجتماعي من معلومات غير موثوقة المصدر، مشيرة إلى دور الشباب في إيصال المعلومات الصحيحة ودعم الممارسات الصحية السليمة في المجتمع.
وحول أهمية العمل بروح الفريق، قالت الحوسني: "أؤمن بأن الإنسان كشخص لا يمكن أن ينجح وحده مهما كان متميزاً فالعمل ضمن الفريق الواحد ضرورة، فرغم أن المهارات الشخصية مفيدة لكنها لا يمكن أن تغني الإنسان والقائد عن عمله مع الفريق فدورنا كقادة أن نعمل على إخراج الطاقات الموجودة داخل أفراد الفريق ونحقق التكامل بينها لنصل إلى نتائج مبهرة وناجحة جداً"
وتحدثت عن دراستها الأكاديمية حيث تخرجت بدرجة البكالوريوس من كلية الطب والجراحة العامة بجامعة الإمارات عام 2003 وحصلت على ماجستير الصحة العامة عام 2011 من جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة وفي عام 2017 حصلت على دبلوم خبير الابتكار الحكومي من "مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي" وجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة وحصلت على الدكتوراة في الصحة العامة والسياسات الصحية لعام 2018 من جامعة جون هوبكنز.
وأشارت إلى أن الموازنة بين دراستها الماجستير والدكتوراة وعملها في الجانب الحكومي إضافة إلى كونها زوجة وأما لأربعة أطفال شكل تحدياً كبيراً لها، موضحة أنها نجحت في تحقيق هذه الموازنة من خلال ترتيب الأولويات وتنظيم وقت العمل والالتزام بالخطط دون إهمال أو تكاسل.
وأعربت عن فخرها بأن تكون ضمن خط الدفاع الأول في القطاع الصحي وكونها امرأة إماراتية تعمل في الجانب العلمي، مؤكدة أنها تعتبر كل ما حققته نتيجة استثمار الدولة في أبنائها وتسخير الإمكانيات جميعها لتعليمهم وتطويرهم وقد رسم مسار هذا الاستثمار في الانسان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - الذي سيظل قدوة ونموذجاً في حرصه على بناء الإنسان وتعليمه وتثقيفه.
من جانبها شكرت الشيخة عائشة القاسمي مدير سجايا فتيات الشارقة الدكتورة فريدة الحوسني على حضورها في هذه الجلسة الملهمة ومشاركتها الحضور بالعديد من محطاتها الحياتية والعملية وتصديرها لصورة جديدة ناجحة ومؤثرة لصور المرأة الإماراتية لتكون مصدر إلهام للكثير من الفتيات في سجايا والإمارات.
وام