صرح الدكتور محمد إيادة الكبيسي، المفتي العام في إدارة الفتوى بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن لقاح كورونا آمن ومسموح أثناء الصيام خلال شهر رمضان، حيث اتفق العلماء على أن الإبر العضلية والوريدية لا تبطل الصيام طالما أنها غير مغذية. لذلك، فإن أخذ جرعة لقاح كورونا أثناء الصيام جائز ولن يؤثر على صيام المسلم.

وأوضح سموه أن دائرة الفتوى بالشؤون الإسلامية بدبي قد أصدرت فتوى رسمية بشأن لقاح فيروس كورونا أثناء الصيام والتي نصت على جواز تلقي لقاح فيروس كورونا للصائم ولا يؤثر ذلك على صحة صيامه، لأنه يدخل من خلال عضلة اليد من حيث ينتشر في الجسم، ولا يصل إلى المعدة من الفم، لذلك فهي مثل كل الإبر العضلية والوريدية غير المغذية التي يجوز للصائم أن يأخذها، وهذا الحكم دون خلاف كبير بين العلماء.

لكنه أضاف أنه إذا ظهر بعد أخذ اللقاح بعض الآثار الجانبية واحتاج إلى تناول دواء أو الإفطار، جاز له الإفطار ثم يقضيها بصيام يوم آخر. كما طمأن أطباء الإمارات السكان، الذين يتطلعون للصيام خلال الشهر الفضيل، إلى أنه من الآمن تمامًا الحصول على التطعيم خلال فترة الصيام. في الواقع، شجعوا الناس أيضًا على الصيام، لأن الصيام لعدد محدود من الساعات يمكن أن يعزز مناعة الفرد.

ومن جانبه، قال الدكتور سانجاي خاتور، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى زليخة في دبي، إنه لا توجد دراسات تشير إلى أن الصيام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا، بل العكس صحيح، حيث قال إن الصيام لعدد محدود من الساعات - مثل صيام رمضان الذي قد يصل إلى 12-15 ساعة - مفيد للغاية لجهاز المناعة ويمكن أن يعزز مناعة المرء.

وأضاف أن الصيام يمكن أن يجدد جهاز المناعة الخاص بك بالكامل لأنه يعطي الراحة لخلاياك حتى تتمكن من التجدد. وفي الواقع، الصيام مفيد للأشخاص الذين يعانون من تلف الجهاز المناعي، مثل مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي، ويمكنه أيضًا مساعدة كبار السن، الذين تضعف أجهزتهم المناعية مع تقدم العمر، من خلال تعزيز نظامهم ومساعدتهم على محاربة حتى الأمراض الشائعة.

وأوضح الدكتور سانجاي أنه بمجرد انتهاء الصيام، يجب أن يأكل المرء طعامًا مغذيًا ويرطب جيدًا، مضيفًا أن الصيام طريقة بسيطة لإراحة معدتك وجهازك الهضمي، مما يمنح الخلايا وقتًا للراحة والتجدد والعمل بشكل أفضل. كما نصح الدكتور خاتور بأنه من الأفضل تناول جرعة اللقاح إما بعد السحور أو الإفطار حتى لا تكون المعدة فارغة تمامًا.

وبدوره، رأى الدكتور حماد خان، طبيب الطوارئ في مستشفى برايم، أن الصيام ليس من موانع التطعيم، حيث إن اللقاح ليس له علاقة بتناول الطعام. ومع ذلك، فإن تناول وجبة معتدلة وتناول الماء قبل التطعيم هو الأفضل دائمًا. فيجب على الصائمين التأكد من شرب الكثير من السوائل أثناء السحور.

وأضاف أنه من الناحية المثالية، قد يكون الشخص الصائم مصابًا بنقص سكر الدم في نهاية اليوم؛ وبالتالي، سيكون من الأفضل الحصول على اللقاح في بداية اليوم لكي يعمل اللقاح ويؤدي دوره في رفع المناعة ضد الفيروس. وفي حديثه عن فوائد الصيام، لا سيما أثناء الوباء، قال الدكتور خان أن الصيام يقلل من نسبة الكوليسترول والسمنة وخطر الإصابة بأمراض القلب والتي يمكن أن تكون مميتة إذا تم دمجها مع فيروس كورونا، كما يزيد الصيام من معدل التخلص من السموم من الجسم مما يحسن الصحة.