في إطار العودة إلى وتيرة الحياة الطبيعية فيما بعد جائحة كورونا في الإمارات العربية المتحدة، أكدت هند عيسى سالم، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس الخدمات والتصنيع في بنك المشرق، أنه يجب الإبقاء على التدابير والحوافز الاستراتيجية المقدمة لمساعدة الشركات الإماراتية على التعامل مع الوباء حتى بعد الأزمة، مما سيوفر خبرة أكبر في إدارة الأزمات ومرونة أعلى من حيث العمل عن بعد وتحسين التوازن بين العمل والحياة.
وأضافت أن الخطوات المتخذة للتخفيف من تأثير الفيروس قد جعلت الشركات أكثر قدرة على المنافسة على المدى الطويل، حيث واجهت الشركات متوسطة الحجم بعضًا من أصعب التحديات على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية. وباعتبارهم العمود الفقري لاقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن استقرارهم مهم لاستقرار الدولة. ومن نواحٍ عديدة، جعلهم كوفيد -19 مجهزين بشكل أفضل لإدارة الأزمات.
كما أوضحت أنه منذ مارس 2020، أدخلت الشركات تغييرات ضرورية - وفي الوقت المناسب - على عمليات أعمالها، من ترقية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات إلى تنويع سلاسل التوريد، حيث تبنت الشركات خطوات استراتيجية يمكنها الاستمرار في الاستفادة منها حتى على المدى الطويل، موضحةً أنه لم يكن لدى العديد من الشركات بنية تحتية قوية لتكنولوجيا المعلومات قبل الوباء، ولكن اليوم، عملت الرقمنة على تبسيط العمليات في جميع المجالات.
وفي إطار عرض المزيد من الإيجابيات، يعمل استقرار الأوضاع الاقتصادية على تشكيل نظرة إيجابية للتعافي، حيث شهد الشهر الماضي تحسنًا مستمرًا في الظروف الاقتصادية عبر القطاع الخاص غير النفطي في الإمارات، وذلك وفقًا لبيانات من شركة تحليلات السوق العالمية "أي إتش إس ماركيت"، حيث ارتفع المؤشر الخاص بها لمديري المشتريات الإماراتي والذي يغطي التصنيع والخدمات، من 52.2 في يونيو إلى 54.0 في يوليو وسجل 53.8 في أغسطس، مما يشير إلى الاستقرار في ظروف العمل.
وقالت هند سالم إن التحول في القطاعات الرئيسية التي تشكل جزءًا كبيرًا من اقتصاد الإمارات العربية المتحدة كان ملحوظًا وهذه علامة جيدة للجميع وتدل على آفاق عمل أفضل في النصف الثاني من عام 2021، حيث ستمهد الدروس المستفادة من تحديات الأشهر الثمانية عشر الماضية الطريق إلى الأمام، موضحةً أن البنوك تتفهم المشكلات التي يواجهها العملاء ويسعدهم أنه تم تمكينهم من قبل المنظمين لديهم لدعم عملائهم في أوقات الضراء وليس السراء فقط.
وأضافت أنه لا تزال السياحة والسفر، وهما جزءان مهمان من اقتصاد الإمارات العربية المتحدة، ضعيفين، حيث جعلت قيود السفر العالمية وعمليات الإغلاق المستمرة في أجزاء معينة من العالم من الصعب التنبؤ بدقة بتعافي هذا القطاع، ولكن بمناسبة قرب معرض إكسبو 2020 دبي، سيكون تأثيره بالتأكيد أكثر فعالية في قطاعات معينة وتشمل هذه السفر والسياحة والضيافة والعقارات إلى حد ما، موضحة أن الثقة التي سيجلبها الحدث إلى سوق الإمارات العربية المتحدة ستكون بمثابة دفعة لنا جميعًا.
جلف نيوز