في حقبة ما بعد كورونا، يبحث كل إنسان عن طريقة لإعادة بناء ثقته بنفسه من جديد من خلال اتباع أنظمة صحية مبتكرة، وفي هذا الصدد يرشدنا لوك كوتينيو المدرب الدولي للصحة ونمط الحياة، إلى أفضل طريقة للقيام بذلك وهي العودة إلى الأساسيات في الحياة، مؤكدًا أن ما نحتاج إلى القيام به هو اتباع نهج صحي متكامل سواء كان ذلك في التعرض لضوء الشمس أو الاستماع إلى الموسيقى أو التغذية السليمة وما إلى ذلك، مما يؤدي إلى الرفاهية والشفاء.
في الآونة الأخيرة، ظهرت الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السكري والسمنة والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الشباب والتي تُنسب إلى الالتهابات المزمنة في الجسم، مشيرًا إلى أن الالتهاب في الواقع استجابة مناعية طبيعية من أجسامنا لحمايتنا من الأمراض، فعندما يستشعر الجهاز المناعي أي تهديد، سواء كان بردًا أو سعالًا أو حمى، فإنه يفرز استجابة التهابية لصد العدو. ومع ذلك، في العصر الحديث نحن نتسبب في الكثير من الضرر مع الغزو المستمر لصحتنا النفسية والجسدية والعاطفية بسبب عدم الحصول على القدر الكافي من النوم واتباع عادات غذائية خاطئة والتعرض لضغط نفسي مرتفع والتدريبات البدنية المرهقة وما إلى ذلك من الإجهاد المتراكم، فبالتالي يستجيب جهاز المناعة لدينا لهذا بالتهاب مزمن وينسى إيقاف الاستجابة الالتهابية وتؤدي حالة الالتهاب المستمرة إلى ظهور العديد من الأمراض بما في ذلك السرطان.
وأضاف كوتينيو الذي كان في المدرسة الهندية العالمية الدولية بدبي لتعليم الطلاب طرق الحياة الصحية في سن مبكر؛ أنه يمكن لكل فرد إجراء بعض التغييرات الأساسية في نمط حياته للعودة إلى صحة جيدة، موضحًا أننا بحاجة إلى إعادة توجيه أنفسنا إلى الإيقاعات الطبيعية للحياة لاستعادة الصحة، حيث قدم كوتينيو الكثير من الخيارات الصحية مثل التنفس الصحيح ومضغ الطعام ببطء والاستيقاظ مع شروق الشمس وتناول وجبة فطور وغداء جيدة مع عشاء خفيف جدًا قبل غروب الشمس والحصول على نوم جيد ليلاً، وكل هذه العادات غير مكلفة وسهلة التكيف معها.
وشدد كوتينيو بشكل خاص على الحاجة إلى نوم بقدر المناسب لكي يكون الجسم قادرًا على الاستشفاء وإصلاح نفسه بنفسه، حيث يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قدر كافي من النوم إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو مرض السكري، لأن القلب عبارة عن عضلة تحتاج إلى الراحة والتعافي وتزيد قلة النوم من مقاومة الأنسولين وتجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 وسلسلة كاملة من حالات التمثيل الغذائي. لذلك، يلزم اتباع جدول ثابت للنوم.
ومن جانبه، قدم كوتينيو رسالة للمقيمين في الإمارات العربية المتحدة وهي الحفاظ على روتين صحي سهل لمتابعة النجاح، موضحًا أن الروتين يجب أن يكون ممكنًا فمفتاح النجاح هو البساطة، موضحًا أن الجسم فريد من نوعه وبالتالي تختلف احتياجاته كل يوم. فاليوم، قد يحتاج جسمك إلى المزيد من الكربوهيدرات وربما يحتاج غدًا إلى أقل، لذلك يحتاج المرء إلى معرفة ما يناسبه والاستماع إلى جسده وتلبية متطلباته، فإذا كنت منتبهًا لذلك، فستعرف ما يحتاجه جسمك بالضبط وهذا يجعل عيش الحياة الصحية أسهل.
أهم النصائح لبناء نمط حياة صحي بعد الوباء
● الاستيقاظ مع شروق الشمس.
● تجنب النظر إلى الأجهزة الذكية مباشرة بعد الاستيقاظ، واستخدام هذا الوقت للتواصل مع الطبيعة وامتصاص أشعة الشمس الطبيعية وتعريض نفسك للطبيعة بأي طريقة ممكنة.
● تجنب تناول أي شيء حتى تشرق الشمس.
● تجنب تناول القهوة أو الشاي إلا بعد ثلاث ساعات من الاستيقاظ.
● تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والنوم والاستيقاظ في نفس الأوقات تقريبًا كل يوم لبناء إيقاع.
● استهلاك الحد الأقصى من السعرات الحرارية في الإفطار والغداء والحد الأدنى لتناول العشاء. اجعل العشاء هو أصغر وجبة في اليوم.
● تناول الوجبة الأخيرة من اليوم قبل أو أثناء غروب الشمس والصوم طوال الليل وكسره فقط في اليوم التالي بعد غروب الشمس، حيث ينتج عن ذلك تلقائيًا صيام لمدة 12 ساعة بالطريقة الأكثر طبيعية.
● الحفاظ على فاصل زمني من ساعتين إلى ثلاث ساعات بين العشاء ووقت النوم.
● قطع الاتصال بالضوء الأزرق الموجود بالهواتف أو الشاشات الذكية بالقرب من وقت النوم، حيث أن مثل هذه الأنواع من الأضواء تثبط إفراز الميلاتونين والذي يجب أن يتم إفرازه قبل ساعة إلى ساعتين على الأقل من موعد النوم، فكلما كان ذلك مبكرًا كان ذلك أفضل، لذا خطط ليومك إذا كنت ترغب في التواجد بالقرب من التلفزيون أو غيره من وسائل الترفيه أم لا.
● التأمل - بغض النظر عن شكل التأمل الذي يقوم به المرء - والارتباط بالذات الداخلية وهذا الأساس والاتصال هو الذي يلعب دورًا في تحسين صحتك العاطفية وتطوير المرونة تجاه ضغوطك.
● التمرين البدني: الحركة البدنية علاجية ولا يجب أن تكون تمرينًا، حتى الحركة والنشاط البسيط يعملان مثل دواء للجسم، حيث أن أجسامنا لم يتم تصميمها لتكون مستقرة بل إنها مصممة للتحرك.