يهدف مركز اللقاحات في أبو ظبي إلى معالجة مشكلة رئيسية لوباء كورونا من خلال تخزين الجرعات للبلدان التي لا تمتلك مرافق تبريد متطورة، حيث يجب حفظ اللقاحات مثل فايزر - بيونتك في درجات حرارة "-70" درجة مئوية.
ومع وجود ما يقدر بنحو 3 مليارات من سكان العالم - البالغ عددهم 7.8 مليار نسمة - يعيشون في مناطق لا يمكنها الحفاظ على "سلسلة تبريد" للقاح، هناك مخاوف متزايدة من عدم إعطاء اللقاح لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها. لكن يهدف "ائتلاف الأمل" - مركز تخزين وتسليم مقره في أبو ظبي - الآن إلى معالجة هذه المشكلة. وباستخدام قدرته على التعامل مع عشرات الملايين من اللقاحات في آنٍ واحد، سيقوم "ائتلاف الأمل" بتخزين اللقاحات وتسليمها على دفعات كما هو مطلوب من خلال الاتحاد ووكلاء الشحن على الأرض.
وقال روبرت سوتون، رئيس مجموعة الخدمات اللوجستية في موانئ أبو ظبي، إنهم سيقومون بتخزين غالبية اللقاحات هنا بسبب قدرة سلسلة التبريد المحدودة في الوجهات المحدد الإرسال إليها، موضحًا الطريقة التي يتم بها التخزين حيث يمكنك تخيل أن لديك موردًا رائدًا للقاحات، على سبيل المثال في الصين، وأن لديك بلدًا في إفريقيا يتطلب مليوني لقاح، لكن ربما لديهم قدرة سلسلة تبريد تكفي لـ 100.000 فقط، في هذه الحالة، سيقوم "ائتلاف الأمل" بترتيب جمع اللقاحات في الصين، وتنسيق تسليم الطلب الكامل المكوَّن من مليوني جرعة إلى أبو ظبي، ثم يتم بعد ذلك إرسال الحجم المناسب لقدرة التبريد لدى الوجهة – البلد في إفريقيا – عندما يكونوا قادرين على التعامل معه بأمان ومراقبة امتصاص هذا الحجم وتجديده كما هو مطلوب.
تأتي هذه الخطوة في لحظة حرجة في المعركة العالمية ضد فيروس كورونا، حيث أجبر الفيروس الكثير من الدول في جميع أنحاء العالم على عمليات إغلاق جديدة مع خروج الحالات عن السيطرة من أيرلندا إلى جنوب إفريقيا. معظم البلدان الآن في سباق مع الزمن لتطعيم أكبر عدد ممكن من الناس، وتخفيف الضغط على الخدمات الصحية المجهدة وإنهاء عمليات الإغلاق.
يستخدم لقاح فايزر- بيونتك تقنية جديدة وعلى عكس اللقاحات التقليدية التي تستخدم جزءًا ضعيفًا أو ميتًا من الفيروس، فإنه يدرب الجسم على محاربة فيروس كورونا باستخدام جزء من شفرته الجينية. لكن مكونات هذه التقنية الجديدة يمكن أن تتفكك فوق درجات حرارة التجمد، لذا فإن التبريد المناسب هو العامل الرئيسي.
حتى الآن، تعامل "ائتلاف الأمل" مع أكثر من 3 ملايين لقاح، بهدف الوصول إلى مئات الملايين قبل نهاية العام. ومن المحتمل أن يتم إنتاج العديد من تلك اللقاحات هنا في الإمارات العربية المتحدة، بعد أن أبرمت الدولة صفقة لتصنيع لقاح سينوفارم، حيث ستبدأ الدولة في إنتاج اللقاح بموجب ترخيص من شركة تصنيع الأدوية الصينية في وقتٍ لاحق من هذا العام لتلبية ليس فقط الطلب المحلي ولكن أيضًا العالمي المتوقع.
في إحدى المقابلات، قال البروفيسور أوغور شاهين - الذي طورت شركته لقاح فايزر - بيونتك - إن الإصدارات المستقبلية من هذا اللقاح لن يحتاج الكثيرون إلى تخزينها في درجات حرارة منخفضة. وأوضح البروفيسور شاهين إنه يمكن استخدام الثلج الجاف للتخزين في الصناديق وأن الشركة تعمل على تطوير إصدارات لا تحتاج إلى الاحتفاظ بها في درجات حرارة منخفضة. وأضاف أنهم قد بدأوا في توفير اللقاحات للمكسيك. لا تُعد المكسيك من أفقر البلدان لكنها تظهر أن ذلك ممكن لأنه، في النهاية، مجرد صندوق به ثلج جاف وقد أصبح نقل الثلج الجاف متاحًا بسهولة منذ 50 عامًا.