مع استمرار وجود العديد من طلاب المدارس والجامعات في وضع التعلم الإلكتروني، يدعو أطباء الإمارات وأولياء الأمور الشباب إلى مراقبة المشكلات الصحية التي قد تنشأ عن ساعات طويلة من الفصول الافتراضية اليومية، حيث قال الأطباء إن المزيد من الطلاب يعانون ضعف البصر وآلام الظهر والسمنة وأمراض أخرى مرتبطة بنمط الحياة وذلك بعد التحول إلى التعلم الإلكتروني العام الماضي.
وقد حث الأطباء في الإمارات الآباء على تزويد الأطفال بمنطقة تعلم جيدة التهوية وكراسي مريحة في منازلهم، ويُنصح أيضًا بإعطائهم فترات راحة من التعرض للشاشة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة جيهان زينة، أخصائية طب الأطفال في مستشفى بارين الدولي - مدينة محمد بن زايد بأبو ظبي، أن هناك بعض الأطفال الصغار يعانون من مشاكل في النوم وتغيرت عاداتهم الغذائية والذين يبكون أو ينفثون نوبات غضب بدون سبب وجيه، أو يكونون مستائين بشكل عام وأكثر غضبًا من المعتاد، البعض مزاجي والبعض يشتكي من آلام الظهر والجسم والبعض الآخر يعاني من مشاكل في البصر أيضًا والتي يمكن أن تكون صعبة على الآباء الذين يعملون من المنزل.
وفي نفس السياق، قال الدكتور ساميث ألفا، المتخصص في طب الأطفال في عيادة أستر بأبراج بحيرات جميرا، إن الأطفال ليسوا ملزمين باتباع بيئة العمل الجيدة في المنزل حيث أن حضور الدروس عبر الإنترنت على الأسرة والأرائك هي أكثر الأسباب شيوعًا وراء ارتفاع آلام العضلات والعظام.
وأكد الدكتور ألفا أن الأطفال يعانون الآن من آلام الظهر والرقبة وإجهاد الكتفين بسبب سوء وضعية الجسم. كما أن إجهاد العين أمر شائع حيث يتعرض الأطفال للضوء الساطع والتباين العالي للشاشة والوهج والصور الوامضة، مما يؤثر سلبًا على العينين.
وأوضح أن الأطفال نادرًا ما يصابون بالصداع، لكن قضاء وقت طويل أمام الشاشات قد يتسبب في حدوث الصداع، وقد أظهرت الدراسات أن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية يزيد من مستويات التوتر والضغط المستمر على مدى فترة طويلة يؤثر على النوم والهضم والعواطف، كما أن الإرهاق الجسدي الناجم عن السكون لساعات طويلة يضغط على العضلات والمفاصل، والنتيجة تكون تعب دون أن تتحرك كثيرًا. وقال إنه في حين أن الأجهزة تمثل دور مربيات الأطفال بشكل رائع لأنها تبقي الأطفال صامتين لفترة طويلة، إلا أن نقص النشاط البدني هو عامل رئيسي يساهم في السمنة لدى الأطفال والمخاطر المصاحبة لها.
هذا وقد اقترحت الدكتورة زينة أنه بينما تقوم العائلات بوضع الروتين، سيكون من الجيد أيضًا وضع بعض التمارين، حيث أنه قد يكون قضاء وقتًا إضافيًا قليلًا مع طفلك أمام الشاشة حتى تتمكن من إنجاز بعض الأعمال أمرًا لا مفر منه. قد لا يكون وقت اللعب ملهمًا بشكل خاص، ولكن من الجيد تمامًا تحويل الأعمال المنزلية إلى ألعاب.
وقالت الدكتورة زينة أيضًا قبل تقديم بعض النصائح حول كيفية إدارة اليوم، يجب على الآباء أخذ رأي أبناءهم أولاً والتحقق من مشاعرهم تجاه ذلك، حيث أنه قد لا يبدو الأمر مؤكدًا في الوقت الحالي، ولكن سيتم إعادة فتح المدارس في وقت ما، ربما في وقت أقرب في بعض المجتمعات عن غيرها. وأوضحت أن الالتزام بروتين مشابه من روتين المدرسة سيساعد في جعل أي عودة إلى المدرسة أكثر سلاسة، فضلاً عن إعطاء طابع خاص لكل يوم، فحاول الحفاظ على روتين أطفالك الصباحي والنوم كما لو كانوا يستعدون للمدرسة. وأضافت الدكتورة زينة أن الحفاظ على أوقات الوجبات كما هي يمكن أن يساعد أيضًا.
ما هو الوقت الموصى به لاستخدام الأجهزة؟
> الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا – غير مسموح بقضاء وقت على الشاشة على الإطلاق، والاستثناء من هذه القاعدة هو الدردشة بالفيديو مع الأجداد أو غيرهم من أفراد العائلة والأصدقاء
> الأطفال الصغار (من 18 شهرًا إلى عامين) - يجب أن يشاركوا في مشاهدة محتوى تعليمي عالي الجودة معهم لمساعدتهم على فهم ما يرونه، والحد من التعرض الإجمالي لأقل من ساعة.
> من عمر سنتين لخمس سنوات، يجب ألا يشاهد الأطفال أكثر من ساعة واحدة في اليوم.
> من 6 إلى 10 سنوات - ما يقرب من ساعة إلى ساعة ونص يوميًا
> من 11 إلى 13 عامًا - ما يقرب من ساعتين يوميًا
والجدير بالذكر أن هذه الأوقات بالنسبة للعمر قد جاءت كما أوصت به الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية.