على الرغم من أن سلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا تؤدي إلى نوع مختلف من القلق كونها من السلالات الأكثر عدوى والقابلة للانتشار بسهولة، إلا أن الأطباء في الإمارات العربية المتحدة أكدوا أنه لا داعي للذعر، حيث أكدت الدراسات أن اللقاحات الموجودة لمكافحة فيروس كورونا فعالة ضد جميع السلالات التي تسبب المرض الفيروسي، مثل سلالة "دلتا".

وفي هذا السياق، نصح الأطباء بتلقي التطعيم لأنه أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بالعدوى الفيروسية، حيث عبرت الدكتورة أنجالي بانتوال، أخصائية علم الأمراض التشريحي والسريري في مستشفى برجيل التخصصي بدبي، عن أهمية تلقي اللقاحات المتوفرة في الإمارات العربية المتحدة، موضحةً أنه وفقًا للدراسات الحديثة، أثبت لقاح فايزر بيونتك فعاليته بنسبة 88% ضد متحور "دلتا" بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية. ومع ذلك، نظرًا لأن فعاليته تقل بعد ثلاثة أسابيع من الجرعة الأولى، فمن المهم الحصول على كلتا الجرعتين، ولا تزال الدراسات جارية للتحقق من فعالية سينوفارم الصيني ضد متحور دلتا والحاجة إلى جرعات معززة.

وأضافت الدكتورة بانتوال أنه لا داعي للذعر، حيث يحتاج سكان الإمارات إلى توخي الحذر فقط بشأن متحور دلتا وأفضل طريقة للحماية هي الحصول على التطعيم الكامل في أقرب وقت ممكن لتعزيز المناعة، كما يجب اتباع البروتوكولات بدقة مثل ارتداء الأقنعة والحفاظ على مسافة جسدية وغسل اليدين بشكل متكرر.

وبدوره، صرح الدكتور أنتوني فوسي، طبيب وعالم مناعة أمريكي وهو كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤخرًا أن لقاحات كورونا التي تُستخدم في أمريكا لمكافحة العدوى تعمل بشكل جيد للغاية وتحمي بالفعل ضد محور دلتا.
 
كما دعا الدكتور رافي أرورا، أخصائي الطب الباطني في مستشفى تخصصي بأبوظبي، إلى التطعيم الشامل في محاولة لضمان تقليل الوفيات، مضيفًا أن جميع لقاحات كورونا في الإمارات تعمل ضد متحور "دلتا"، كما أدت معظم اللقاحات إلى انخفاض كبير في معدل الوفيات وهو الهدف الأساسي لأي لقاح. ونتيجة لذلك، يظل التطعيم الشامل أولوية في ضوء زيادة عدوى المتغيرات.

وأوضح الدكتورة أرورا أنه لكي يموت الفيروس بنفسه، يجب وقف انتقاله من خلال الحفاظ على التباعد الاجتماعي وضمان بروتوكولات التعقيم والنظافة وإطلاق حملة تطعيم واسعة النطاق، وهذا بالضبط ما تسعى جميع الدول إلى تحقيقه وبالفعل أصبحت الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يُحتذى به في العالم في إجراء هذه التدابير الاحترازية.

كما أشار الدكتور وسيم قادري، أخصائي الطب الباطني في مركز برايم الطبي بالشارقة، إلى أن التطعيم ساعد في الحفاظ على عدد الحالات المصابة بالفيروس في الإمارات العربية المتحدة عند الحد الأدنى لها، على الرغم من أن الدولة هي موطن لأكثر من 150 جنسية من جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن متحور "دلتا" هو سلالة شديدة العدوى وأصبحت سائدة بسرعة في معظم البلدان، إلا أن انخفاض معدل الوفيات ومعدل الاستشفاء في العديد من البلدان بين الأفراد الذين تم تلقيحهم مرة أخرى أدى إلى الحاجة إلى تسريع برامج التطعيم. وبحسب المعطيات المتوفرة، تعتبر الإمارات العربية المتحدة من أعلى الدول التي تم تلقيحها، حيث ينعكس ذلك على التناقص المطرد في عدد حالات الإصابة اليومية.

وفي الختام، حث الدكتور وسيم جميع أفراد المجتمع على المشاركة في حملة التطعيم الشاملة القوية التي أطلقتها حكومة الإمارات العربية المتحدة، حيث ناشد جميع المؤهلين بأخذ اللقاح في أسرع وقت ممكن وارتداء أقنعة الوجه واتباع إرشادات التباعد الاجتماعي للحفاظ على سلامة الفرد والعائلة والمجتمع.