إذا كان على المرء أن يعتبر الوباء الحالي حربًا، فإن المستشفيات الميدانية التي أنشأتها حكومة أبوظبي في الربع الثاني من عام 2020 للتصدي لفيروس كورونا، كانت الحدود التي دارت فيها المعركة خلال الموجة الأولى من الجائحة، فمع مجموعة مذهلة من الخدمات اللوجستية التي تم وضعها في تسعة أيام قياسية لمستشفى الرزين الميداني، في ضواحي أبو ظبي، أنشأت المستشفيات الميدانية أفضل مثال على تشغيل عملية طوارئ ضخمة بأقل تكلفة، والمنظمة التي أنجزت هذا العمل الفذ في إنشاء المستشفيات الميدانية كانت مجموعة "ميديكيو" للرعاية الصحية ومقرها الإمارات العربية المتحدة.
وفي إطار إلقاء بعض الضوء على الخدمات اللوجستية لإنشاء مثل هذه المستشفيات الميدانية الضخمة، قال بدهان شودري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "ميديكيو"، إنه تم إنشاء المستشفيات الميدانية في وقت قررت فيه حكومة أبوظبي الذهاب إلى المستشفيات الميدانية من أجل تلبية متطلبات عزل المرضى بطريقة فعالة من حيث التكلفة. كما أعرب عن سعادتهم أن يكون لديهم شركاء جيدين لإنشاء هذه الخيام، مع تلبية جميع المعايير الحيوية، وقد تم استخدام مواد مقاومة للعوامل الجوية، مع مراعاة الحرارة والعواصف الرملية والرياح والأمطار، وبالنسبة للداخل، فقد تمت مراعاة مكيف الهواء الداخلي الذي يتم التحكم في درجة حرارته والتهوية في اتجاه واحد وضغط الهواء والتحكم في الهواء النقي وتم نشر المرشحات المعتمدة وتم إنشاء غرف مريحة للمرضى مع جميع وسائل الراحة المعتادة مثل المستشفى العادي. وقد تم الوفاء بالموعد النهائي لإنشاء مثل هذا المستشفى مع كل هذه المرافق في وقت قياسي، كما تم الحفاظ على الإمداد المستمر بمعدات الحماية الشخصية طوال تلك الأوقات الصعبة.
ولطالما كان هناك سؤال لماذا تسمى المستشفيات الميدانية بهذا الاسم؟ فالإجابة في المقام الأول للأسباب التالية:
• أنها تذكرنا بالحاجة الملحة لتلبية احتياجات المرضى كما هو الحال في مناطق الحرب.
• تم بناؤها بأقصى سرعة.
• يتم إدارتها من قبل موظفين متعددي المهام.
• يتعاملون مع أعداد كبيرة من المرضى.
إذا كانت هذه المستشفيات مصممة لتستمر لسنوات، فما هي الحاجة إلى إيقاف تشغيلها؟
بالفعل تم إنشاء هذه المستشفيات في وقت قياسي وهي قادرة على تحمل الظروف الجوية القاسية، وبالتالي فهي لديها القدرة على الخدمة لفترة طويلة، لهذا السبب لم يتم تفكيك أي من المستشفيات الميدانية بالكامل، حيث لم يكن هناك سوى بعض التحويلات الجزئية للامتثال لاحتياجات الفحص والتطعيم.
ما هي معايير نقل المريض إلى مستشفى ميداني من مستشفى عادي؟ هل يأخذون القبول المباشر أم الإحالات فقط؟
تعتمد معايير القبول على التخطيط المحلي للمنشأة عبر مركز قيادة فيروس كورونا. يمكن أيضًا تمكين الرعاية الصحية الخاصة لإحالة المرضى الذين تم تشخيصهم في منشآتهم إلى المستشفيات الميدانية. ولكن لا يتم تشجيع القبول المباشر ما لم يتم التوجيه من خلال مركز القيادة.
كيف تم اختيار مجموعة "ميديكيو" للرعاية الصحية؟
شاركت مجموعة "ميديكيو" للرعاية الصحية في العديد من برامج إدارة فيروس كورونا الوطنية والدولية كخبير، حيث تمت مشاركة تجربة فيروس كورونا مع مختلف الحكومات لمكافحة هذا الوضع. وفي التجربة السابقة، ظهرت قوة المجموعة، حيث نجح فريق الإدارة في تقديم المشورة والتحفيز للموظفين الطبيين للتغلب على المخاوف الأولية والإحجام عن العمل في منشأة العزل، وخلال الشهر الأول، نجحت المجموعة مع أقل من 0.05% من معدل الوفيات و99 % من رضا المرضى بين 8000 مريض تم التعامل معهم. لذلك، تم تكليف المجموعة بمسؤوليات إضافية لتشغيل ثلاثة مراكز عزل أخرى والمستشفى الميداني الأول ومن ثم المستشفيات الميدانية الأربعة الأخرى.
ما نوع مرضى كورونا الذين يتم علاجهم في المستشفيات الميدانية؟
يعتمد تقديم الطعام إلى المرضى على عدد الأسرة المخطط لها وحجم المستشفى، والتي تتراوح من 150 إلى 1200 سرير في مجموعات مختلفة تم إجراؤها حتى الآن. وعادةً ما تحتوي هذه المستشفيات على 20 إلى 30% من إجمالي سعة الأسِرة مثل أسِرة العناية المركزة، كما يعتمد مستوى خطورة المرضى المقبولين في وحدة العناية المركزة على الموارد الإجمالية والنطاق المخطط له.
ما هي تكلفة إنشاء مثل هذا المستشفى؟
يعتمد ذلك على مستوى التكوين والمعدات السريرية والهياكل الأخرى، حيث تتراوح التكلفة من 18 مليون درهم إلى 25 مليون درهم لمنشأة متوسطة الحجم من 150 إلى 250 سريرًا.
لماذا لم يتم إنشاء عدد قليل من المستشفيات الميدانية الدائمة في مختلف الإمارات للتعامل مع أي أزمة غير مسبوقة أو جائحة في المستقبل؟
إنه سؤال جيد للغاية، فلقد تعلمنا من أزمة فيروس كورونا المستجد هو ألا نعيش تحت أي افتراضات بعد الآن، قد تأتي أوبئة جديدة في أي وقت، لذلك يجب دائمًا أن نكون على أهبة الاستعداد، وكجزء من الاستعداد للمستقبل، يجب أن يكون لكل بلد خيار المستشفيات الميدانية. فبعد التشغيل الناجح للمستشفيات الميدانية في أبوظبي، أعلنت حكومة الإمارات بالفعل عن إنشاء مستشفيات ميدانية في كل إمارة.
لماذا لا تعمل هذه المستشفيات الميدانية في الأوقات العادية وتتحول إلى مستشفيات ميدانية في أوقات الأزمات؟
تعتبر المستشفيات الميدانية ممتازة لإدارة الأزمات، لكنها لا تستطيع أن تحل محل هيكل الرعاية الصحية العادي، حيث أن مواد وهيكل المستشفيات الميدانية لها حدودها الخاصة. ومع ذلك، تقدم المستشفيات الميدانية أفضل حل للحد من جائحة مثل هذه.
هل تحتاج الدولة إلى مزيد من المهنيين المدربين في مجال الرعاية الصحية لملء هذه المستشفيات الميدانية؟
نعم، يمكن للمهنيين المدربين تدريبًا خاصًا دائمًا إدارة هذا الوباء بطريقة أفضل. ففي أي مستشفى ميداني، يتحلى الموظفون بحماسة المحارب لمواجهة الوضع الصعب بموارد محدودة أكثر من الجانب الأكاديمي، لذا فنحن بحاجة إلى مهارات علم النفس السليم والتفاني التام في طاقم المستشفى الميداني.
قائمة المستشفيات الميدانية التي أنشأتها مجموعة "ميديكيو" للرعاية الصحية:
• مستشفى رزين الميداني
• مستشفى المفرق الميداني
• مستشفى المصفح الميداني
• مستشفى العين الميداني
• مستشفى الإمارات الميداني
المستشفى الميداني في لمحة
وبشكل عام، هناك العديد من أوجه التشابه بين المستشفى الميداني والمستشفى العادي في البروتوكول السريري والصيانة مثل الرعاية التمريضية وتفاعلات الأطباء المقيمين والمتخصصين والتشخيص والعلاجات بجانب السرير كلها متشابهة، ومع ذلك، يتم إجراء كل ذلك بشكل مختلف في المستشفى الميداني، حيث يكون المريض تحت الحجز في مناطق محددة، ويدخل الموظفون هذه المناطق بعد التعقيم المناسب وارتداء معدات الوقاية الشخصية اللازمة. ثم يتعرف المرضى على الموظفين من خلال أسمائهم وتسمياتهم المزخرفة على ملابسهم. كما يختلف المرضى المصابون بفيروس كورونا عن المرضى العاديين في أي مستشفى من حيث الخوف وعدم اليقين مع البقاء لفترة أطول من المعتاد.
ويتم تقديم الطعام في غرفة المريض في حاويات يمكن التخلص منها مع أدوات مائدة تستخدم لمرة واحدة لراحة الموظفين، كما تم إنشاء محطات مؤن داخل وحدات مختلفة بحيث يمكن للموظفين في هذا القسم الحصول على وجبة خفيفة صغيرة أو استراحة لتناول القهوة دون الحاجة إلى التخلص من معدات الوقاية الشخصية الخاصة بهم تمامًا.