ارتدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في إحدى المدارس الخاصة في أبو ظبي ملابسهم مقلوبة ،يوم الجمعة ، لتشجيع المحادثات حول الصحة النفسية للأطفال.
تهدف المبادرة ، المعروفة باسم "Inside Out Day" ، إلى إظهار أن ما يجري في الداخل لا ينعكس دائمًا على الخارج.
وكان تشارلي باركر ، طالب في الصف السادس في المدرسة البريطانية- الخبيرات، قد اقترح فكرة الاحتفال بأسبوع الصحة النفسية للأطفال ، والذي يستمر حتى يوم الأحد. يتم الاحتفال بيوم Inside Out Day في العديد من المدارس في جميع أنحاء المملكة المتحدة هذا الأسبوع.
قال تشارلي: " إنّ هذه المبادرة تتيح للأطفال التحدّث عن مشاعرهم الداخلية ، لذلك أشعر بالسعادة حقًا".
وأضاف : "أنت لا تعرف أبدًا ما يشعر به الناس من الداخل حتى لو بدوا بحالة جيدة . لأنه ... أحيانًا يكون الحديث عن شعورك مع الآخرين أمرًا محرجًا بعض الشيء. إذا شعرت بالحزن ، فقد تعتقد أن الناس قد يقولون لماذا تشعر بالحزن؟ "
"أعتقد أن ارتداء الملابس بالمقلوب يعكس فكرة إظهار المشاعر إلى الخارج . وهي مبادرة للتوعية بأنه يجب على الجميع الإفصاح عن مشاعرهم الحقيقية. "
لا شكّ أن الوباء قد أثّر سلبًا على الصحة التفسية لدى الشباب ، حيث درس الكثيرون عبر الإنترنت لعدة أشهر ، والبعض الآخر لأكثر من عام.
وقد أظهر تحليل أجرته هيئة الإذاعة البريطانية أن هناك زيادة بنسبة 77 في المائة في عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج متخصص لأزمة صحية نفسية حادة منذ عام 2020، عندما انتشر الوباء في جميع أنحاء العالم.
من جهته قال سام والتر ، مساعد رئيس الرفاه والرعاية الرعوية (الحضانة - الصف السادس) في المدرسة البريطانية : "قد يبدو الطفل سعيدًا ومنخرطًا في تعلمه .ومع ذلك ، قد يكون الطفل قلقًا بشكل لا يصدق من الداخل ، وقد يكون في حالة اضطراب ، وقد يكون منزعجًا إلى أقصى حّ بشأن ما يحدث في المنزل أو بشأن شيء حدث في طريقه إلى المدرسة."
"إنها فكرة عدم الحكم على الكتاب من غلافه ... فكرة أنه لمجرد أنك تبدو بخير ، لا يعني أنك فعلًا بخير."
وقالت إيفلين ساليسبري ، تلميذة في الصف السادس : "إنّ ارتداء الملابس بالمقلوب والإفصاح عما في داخلي يجعلني أشعر بالفخر بمن أنا".
وأضافت : "بالنسبة لشخص مثلي ، لدي بعض المخاوف في ذهني. ولكنني أشعر بالرضا عند التحدث إلى شخص يمكنني الوثوق به ".
تركز المدارس في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة ، بما في ذلك BSAK ، بشكل كبير على صحة تلاميذها النفسية.
وفي هذه الصدد، قالت سوزي هاشز ، مديرة الرفاه في مدرسة كامبريدج الدولية بدبي ، إن 18 من تلاميذها تلقوا تدريبات كمسعفين للصحة النفسية.
"نظرًا لكوني المستشارة النفسية الوحيدة في المدرسة التي يبلغ عدد أفرادها 2,800 ، لم أستطع أن ألبّي احتياجات الجميع. لذلك لجأت إلى تمكين بعض التلاميذ لمساعدتي. "
"لطالما كانت الحاجة موجودة وازدادت بعد العودة إلى التعلم الحضوري. حينها شعرت أنني بحاجة إلى وجود أشخاص في كافة أرجاء المدرسة ، حتى يتمكنوا من تقديم الدعم الأساسي داخل الفصل وأثناء الاستراحة أو في فصول التربية البدنية."
زينب حسين ، طالبة سريلانكية تبلغ من العمر 17 عامًا في مدرسة كامبردج الدولية بدبي ، تعمل كمساعدة أولية في مجال الصحة النفسية. قالت: "الصحة النفسية متوفرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ، لذا يجب أن نكون مستعدون لتقديم المساعدة طوال الوقت ."
"لا نعرف أبدًا متى قد يحتاج شخص ما إلى المساعدة. هذا الأسبوع على وجه التحديد استهدفنا خلق " اللطف" . لذلك قدّمنا عرضًا مدته خمس دقائق حول كيفية الانخراط في عمل لطيف تجاه الآخرين ، مثل مطالبة شخص يجلس بمفرده بالانضمام للعب .
وأضافت : "في هذا النشاط يرسم التلاميذ صوراً لهم وهم يمثلون إيماءات اللطف."
بمصفتنا مساعدين في هذا المجال فإننا نقضي وقتًا فرديًا مع التلاميذ. وقد لاحظنا أنّ أصغر الأمور يمكن أن يكون لها تأثير كبير جدًا على التلميذ. لذلك من المهم أن نركز على التفاصيل الصغيرة إلى جانب الصورة الكاملة ".
المصدر: ذا ناشونال نيوز