منذ تفشي فيروس كورونا، حرصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على تعزيز نظام التطبيب عن بعد لضمان سلامة أفراد المجتمع وتقليل المخاطر الصحية وتخفيف عبء التنقل بين المستشفيات والعيادات الخارجية، حيث شهدت حلول التطبيب عن بعد زيادة في الشعبية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة بسبب جائحة كورونا واتجهت العديد من المؤسسات الطبية في هذا الاتجاه من خلال تقديم العديد من الخيارات للمقيمين الذين يواصلون ممارسة التباعد الاجتماعي.
وفي حديثٍ له، أشار الدكتور مشعل القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كابيتال هيلث ومركز هيلث شيلد الطبي، إلى أن هذه الممارسة ستستمر في اكتساب قوة، خاصة بعدما تم تطبيق الحظر المنزلي الخاص بكورونا العام الماضي. وأضاف أن جائحة كورونا بالفعل صدمت نظام الرعاية الصحية، لكنها صدمت أيضًا النظام الذي دعا إلى اتخاذ إجراءات أسرع. كما يمكن تعريف الطب عن بعد على أنه توفير الرعاية الطبية عن بعد من خلال جميع أشكال تكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية، مثل الهواتف أو أماكن الاجتماعات الافتراضية، ويقدم العديد من المزايا مقارنة بزيارات الرعاية الصحية المادية التقليدية، ولكن حتى وقت قريب، لم يتم الاستفادة منه إلى حد كبير، ولكن غيرت جائحة كورونا ذلك ونلاحظ زيادة في قبول تكنولوجيا التطبيب عن بعد.
كما تحدث عن فوائد الخدمة، فقال إن المرضى كانوا سعداء بالراحة والسرية التي توفرها خدمة التطبيب عن بعد، حيث يمكن للتطبيب عن بعد أن يجعل الرعاية الطبية متاحة بسهولة أكبر وخاصة للمرضى الذين يجدون صعوبة في الوصول إليها بسبب تحديات المسافة، وهذا أمر حيوي بالنسبة لنا في مجالات إعادة التأهيل والإعاقة. وعلى هذا النحو، يوفر التطبيب عن بُعد سرية أفضل للمرضى الذين قد لا يرغبون في رؤيتهم في العيادة أو المستشفى، كما أنه يوفر لأفراد الأسرة الذين يعيشون في مواقع متفرقة حول العالم الفرصة للمشاركة في رعاية أحبائهم وعملية التعافي.
وأشار الدكتور مشعل القاسمي، مثل العديد من الخبراء الآخرين، إلى أن التطبيب عن بعد ليس مفهومًا جديدًا، ولكنه مفهوم كان ينمو ببطء حتى قبل جائحة كورونا في بلد يعطي فيه الناس الأولوية للراحة والخبرة والتكنولوجيا، فليس من المفاجئ أن تتبنى الإمارات الرعاية الصحية عن بُعد بشكل أسرع من معظم الدول. كما أسفرت الأبحاث التي أُجريت أن 54% من المغتربين في الإمارات العربية المتحدة من المرجح بشكل كبير أن يستخدموا خدمات الرعاية الصحية الافتراضية للوصول إلى الرعاية الأولية، أي أعلى من المتوسط العالمي بنسبة 14%، كما يتم تقديم سجل طبي إلكتروني موحد والذي يمنح مقدمي الخدمة رؤية شاملة لمعلومات الرعاية الصحية للمريض. ومن جانبها، تتطلع الإمارات لرقمنة جميع السجلات الصحية وتوحيدها في قاعدة بيانات واحدة بحلول عام 2022.
كما أكد الدكتور مشعل القاسمي على أن الوباء ساعد في تقليل الحواجز التي أدت في السابق إلى إبطاء الاستخدام والاستثمار في التطبيقات الصحية المتكاملة والذكية والافتراضية، حيث أنه مع الذكاء الاصطناعي الأكثر ذكاءً والكمية المتزايدة من البيانات المتاحة، ستكون هناك زيادة في جودة العلاج المتاح أيضًا. ومن خلال تقليل أوجه القصور والاختبارات المتزايدة، يمكن بعد ذلك إنفاق المزيد من الأموال على تقديم علاج أفضل في وقت مبكر. وهذا يعني أنه لأول مرة في تاريخ الرعاية الصحية، لدينا قدر مذهل من التكنولوجيا والمعلومات وقوة المعالجة المتاحة للاستخدام من قبل الأطباء والمستشفيات والتي يمكنها تحسين نظام الرعاية الصحية بشكل عام.
وأضاف أن الهواتف المحمولة تعتبر اليوم أقوى من أجهزة الكمبيوتر التي تم تطويرها قبل عقدين من الزمن، ومع انتشار الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم، أصبح لدينا وصول شبه دائم إلى عالم متصل من المعلومات. بالإضافة إلى ذلك، لدينا المزيد من المرضى المستعدين للمشاركة في التطبيب عن بعد ونظام الرعاية الصحية الافتراضي في الوقت الحاضر، حيث يتم حث الصناعات التقليدية على إعادة تقييم ممارساتها الموحدة للتكيف مع عالم التكنولوجيا الجديد الذي نعيش فيه.
وفي الوقت الحاضر، تشمل خدمات التطبيب عن بعد أمراض القلب وطب الأطفال والطب الباطني والتغذية وخدمات الصحة العقلية عن بعد مثل الدعم النفسي والاجتماعي وبرامج إعادة التأهيل لمدمني المخدرات وأقسام الطب النفسي الأخرى والطب النفسي المجتمعي من مختلف الفئات العمرية، مثل البالغين وكبار السن والأطفال والمراهقون. كما تشتمل الخدمة على برامج تثقيفية للأمومة والطفولة والصحة العامة والوقاية من الأمراض.