أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود دولة الإمارات الداعمة للدول المتأثرة بوباء كورونا المستجد "كوفيد-19" من خلال تقديم المساعدات والإمدادات الطبية التي استفاد منها آلاف الأطقم الطبية والتمريضية في التصدي لهذا الوباء بالرغم من الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم أجمع من تقييد لحركة السفر وفرض الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها العديد من دول العالم بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.
وصرح الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن دولة الإمارات العربية المتحدة وفرت أربع رحلات جوية استأجرتها من مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، وهو ما مكن المنظمة وشركائها من نقل الإمدادات والفرق التقنية المطلوبة على نحو عاجل إلى إيران والصومال وإثيوبيا، مشيراً إلى أن دولة الإمارات قدمت في الآونة الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية منحة عينية بقيمة 10 ملايين دولار من أدوات اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل، كافية لإجراء 500 ألف اختبار للمرضى المُشتبه في إصابتهم بمرض "كوفيد-19"، وتسهم الاختبارات في تعزيز قدرات الاختبار في أفريقيا وإقليم شرق المتوسط، بينما نسعى لاحتواء العدوى.
وأكد الدكتور المنظري أن جائحة "كورونا" كشفت لنا التأثير الذي لا يمكن تصوره لتهديد الصحة العامة على الأفراد والمجتمعات والبلدان، ونكرر دوماً أن الأمراض المعدية لا تعترف بالحدود، وأن اندلاع جائحة في أحد البلدان يمكن أن يهدد الأمن الصحي للإقليم والأقاليم الأخرى، وأضاف: أنه بالرغم من الأزمة التي يمر بها العالم حالياً، إلا أن هناك بصيص من الأمل وحالة من التضامن جعلت البشرية في أفضل حالاتها وهي تواجه عدواً مشتركاً، وأصبحت المجتمعات تتضافر على نحوٍ لم يسبق له مثيل، وتدعم بعضها بعضاً، وتدعم أيضاً جميع القوى العاملة المشاركة في الاستجابة، وهناك تركيز على اتخاذ إجراءات سريعة لدعم البلدان الأكثر عُرضة للخطر.
وتابع: نحن بحاجة إلى زيادة هذا الزخم الإيجابي فلنغتنم الفرصة، وننظر إلى الجائحة الحالية على أنها الفترة التي وضعت فيها البلدان خلافاتها جانباً، وتذُكِّرنا الجائحة بصورة صارخة بأنه لا أحد آمن حتى يكون كل شخص آمناً، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الانتماء السياسي ولنجعل الصحة جسراً للسلام، كما فعلنا بنجاح في الماضي، وبينما نعمل معاً من أجل الإنسانية، دعونا نتذكر الرؤية الإقليمية للمنظمة، التي أصبحت الآن أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، والمتمثلة في أن "الصحة للجميع" لا يمكن تحقيقها إلا "بالجميع".