قال مسؤول تنفيذي كبير في أحد البنوك، أنّ الظروف الناتجة عن الوباء ساعدت في تسريع عملية التحوّل الرقمي في القطاع المصرفي ، مما مهّد الطريق لاعتماد توجّهات جديدة مختلفة سيكون لها تأثير كبير.
قال فاروج نيرجويزيان ، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الشارقة ، في مقابلة حصرية : " لا شكّ أنّ التحوّل الرقمي في القطاع المصرفي كان أمرًا حتميًا وكان يحصل تدريجيًا ، لكن الوباء ساعد في تسريع العملية. سيتيح هذا التغيير إمكانية تكيّف البنوك مع المشهد الجديد الذي فرضه الوباء وجني المكاسب والأرباح في المستقبل."
وأضاف: " إحدى أكبر التحوّلات كانت إعتماد نهج العمل عن بعد، فأصبحت المزيد من الشركات والبنوك أكثر مرونة تجاه نظام العمل من المنزل ؛ بالتالي قد يؤثر هذا التحوّل على التكاليف العامة للبنوك مع مرور الوقت ."
وأشار نرجيزيان إلى أن 'هناك توجّه آخر يتمثل في التركيز على خفض التكاليف. وتتطلع البنوك التقليدية الآن إلى تقليل شبكات فروعها والقوى العاملة لديها'.
وردًّا على سؤال حول تأثير سلاسل الكتل والعملات المشفرة على القطاع المصرفي ، قال" سلسلة الكتل هي تقنية ثورية لم يتم فهمها بالكامل من قبل القطاع المصرفي بشكل عام. في حين أن تطبيقها سهل الفهم في مجالات معينة مثل "إعرف عميلك" أو التحقق من سند ملكية العقار. تسمح سلاسل الكتل للأطراف التعامل مع بعضهم البعض دون الحاجة إلى وسيط. وقد حذّر المسؤول التنفيذي من أنّ هذا الأمر يثير مخاوف السلطات التي ترغب في مراقبة سير العمليات."
ومع ذلك ، فهو يعتقد أن سلاسل الكتل الخاصة بالمؤسسات يمكن أن تكون مبادرة أسهل أن تتمّ بين البنوك حيث سيقتصر الإجماع على الأطراف المعروفة والموثوقة.
وأضاف : " أنا أعتقد أن تقنية سلسلة الكتل والعملات المشفّرة وجدت لتبقى ومن المستحيل تنظيمها والتحكّم بها على نطاق واسع. ومع ذلك ، توصلت بعض الولايات القضائية في الإمارات مثل سوق أبو ظبي العالمي و مركز دبي المالي العالمي إلى وضع لوائح تشفير ، قد تشكّل جزءًا مهمًا من المشهد المصرفي في المستقبل '.
الخدمات المصرفية الرقمية ، الجرائم الإلكترونية
وفي حديثه عن التعامل مع عمليات الاحتيال التي تستهدف عملاء الخدمات المصرفية الرقمية ، قال الرئيس التنفيذي: 'لقد حرصنا على توفير الحماية من هذه العمليات من خلال تطبيق نظام مصادقة متعدّد العوامل ، يجمع بين التكنولوجيا والمكالمات الهاتفية القديمة لتوثيق المعاملات'.
وأشار إلى أنه يتم إجراء حملات توعية منتظمة عبر جميع المنصات الإعلامية والقنوات الأخرى لتثقيف العملاء بشكل مستمر حول كيفية حماية أنفسهم وتجنّب الجرائم الإلكترونية.
كانت حملة التوعية ، التي نظمها اتحاد مصارف الإمارات ، فعّالة للغاية حيث أنها توضح الإجراءات الفورية التي يجب أن يتخذها العملاء في حالة وقوعهم فريسة لعملية احتيال.
'إن قيام جميع البنوك بتوصيل نفس الرسالة سيعزز بالتأكيد الوعي ، وهو أمر ضروري الآن حيث زادت الخدمات المصرفية الرقمية خلال جائحة الوباء وزاد معها المحتالون.'
وأشار نيرجويزيان إلى الدور الكبير والهام الذي يلعبه اتحاد مصارف الإمارات من خلال رفع مخاوف القطاع المصرفي إلى السلطات النقدية ، ومراجعة اللوائح الحالية أو المقبلة واقتراح تغييرات لتطبيقها بشكل أفضل.
' إن إتحاد مصارف الإمارات نشط للغاية في هذا الصدد ، وقد قام بعمل رائع من خلال رفع المعايير في قطاع الخدمات المصرفية والمالية وساهم إلى حدّ كبير في التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة.'
خطوات للتعامل مع آثار الجائحة
في حديثه عن التدابير المتخذة لضمان توفير خدمات سلسة أثناء الوباء العالمي ، قال الرئيس التنفيذي ، بعد تطبيق البروتوكول الصحي لسلامة الموظفين والعملاء ، 'استفدنا على الفور من معايير مخطط الدعم الاقتصادي المستهدف (TESS) الذي بدأ من قبل مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي (UAECB) وطبقته بالكامل لمساعدة العملاء المؤهلين.
وأوضح الرئيس التنفيذي: 'علاوة على ذلك ، أطلقنا حزمة التأجيل الإضافية الخاصة بنا للعملاء الآخرين المستحقين. ولزيادة نافذة السيولة والاستفادة منها ، بدأنا السيولة من خلال الاشتراك في صكوك حكومة الشارقة المؤهلة'.
حول تدابير دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد ، قال نيرجويزيان إنه تم تقديم جزء كبير من العائدات التي تم جمعها بالتعاون مع UAECB في شكل TESS ومكون BOS [بنك الشارقة] للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن 'الشركات الصغيرة والمتوسطة تظل أكثر عرضة للخطر من عملاء الشركات المتوسطة . وسيتبلور تأثير هذا الدعم في غضون 18 شهرًا بشرط عدم عودة ظهور الوباء '.
وام