أثناء سلسلة مجالس محمد بن زايد الرمضانية الافتراضية، قال قادة وخبراء في مجال الصحة إن العالم يمكنه إنهاء جائحة كورونا، لكنه سيتطلب من الدول والمنظمات العالمية العمل معًا، حيث قال الدكتور لاري بريليانت، الطبيب وعالم الأوبئة ورئيس المجلس الاستشاري لمنظمة إنهاء الأوبئة غير الحكومية في تاريخ البشرية، أنه في حالة الجدري، حصلنا على اللقاح الخاص به قبل 200 عام قبل أن نتمكن من إقناع دول العالم بالموافقة على إنشاء برنامج عالمي وتوحيد جميع الجهود لتحقيق هذا الشيء المذهل المتمثل في القضاء على المرض.
وأضاف أنه خلال الوباء الحالي، تمنح التكنولوجيا الأمل للعالم، فمع ابتكارات القرن الحادي والعشرين والدروس التي تعلمناها من قهر الجدري والأمراض الأخرى، لم يعد علينا الذهاب من باب إلى باب بعد الآن، حيث يمكننا استخدام الأنظمة الرقمية للكشف عن الأمراض، كما يمكننا استخدام أنظمة الإخطار بالتعرض لإيجاد حالات خالية من أعراض فيروس كورونا. ويمكننا إضافة ذلك إلى التكنولوجيا المذهلة من خلال اختبارات التشخيص السريع.
ومع ذلك، أوضح الدكتور بريليانت بأنه لا تزال هناك حاجة إلى خطة احتياطية لأن العالم قد لا يمتلك عددًا كافيًا من اللقاحات للوصول إلى مناعة القطيع في أي وقت قريب، وربما لن يكون لدى 200 دولة ما يكفي من اللقاح لتحصين ربع أو ثلث أو نصف شعبهم في السنوات العديدة القادمة، حيث لن نكون قادرين على تطعيم 7.5 مليار شخص على الأقل ليس بجرعتين، لا سيما في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة. وخلال تلك الفترة الزمنية، سوف يصيب هذا الفيروس مئات الملايين من الناس بشكل أكبر. وبعد وجود هذا العدد من الأشخاص المصابة، سيكون هناك مئات المليارات من الفيروسات الفردية، لذا نحن بحاجة إلى خطة احتياطية. وأضاف أنه علينا أن نجد سبلًا للعمل مع جميع أشقائنا وأخواتنا من كل بلد في العالم، تحت رعاية منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة.
كما شارك الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في محادثة مع خبراء محليين ودوليين بعنوان "أكثر أمانًا وأقوى معًا: تحسين الصحة العالمية والرفاهية ''، حيث تمت مناقشة المشاركة في مكافحة الأمراض المعدية والنهوض بالصحة العالمية وكان التركيز الرئيسي خلال المناقشة على أهمية التعاون العالمي لهزيمة جائحة فيروس كورونا.
ومن جانبه، قال الشيخ حامد إنه إذا أثبت الوباء أي شيء، فهو أن العالم لا يمكنه مواجهة الأمراض والأوبئة إلا من خلال التضافر، وإن أفضل رهان لنا هو مواصلة التعاون عبر الحدود لإرساء أسس متينة للعمل وتشجيع تبادل الخبرات بين الدول وحشد الجهود الدولية لمواجهة أي تحديات صحية قد تنشأ في المستقبل.
وفي حديثها عن الأهمية التي توليها حكومة الإمارات لقطاع الصحة والتدابير التي اتخذتها لاحتواء انتشار المرض في الداخل وفي البلدان الأخرى، قالت ريم الهاشمي، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، إنه لطالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تضع في أولوياتها بذل الجهود من خلال مبادراتها وعملها الميداني بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الذي جعل مفهوم "الوصول إلى الميل الأخير'' أولوية في أجندة دولة الإمارات للتنمية المستدامة.
كما استطاعت الإمارات ترجمة هذا الاتجاه بروح المسؤولية الجماعية إلى استجابة سريعة حيث بدأت في شحن وتوصيل المساعدات والمعدات الطبية بمختلف الاستخدامات للعديد من الدول المحتاجة، والأهم من ذلك التوزيع العاجل للقاحات من خلال تحالف الأمل.