خلال المنتدى العالمي للأعمال المستدامة، تمت مناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بجائحة كورونا وما تسببت به من إيجاد حلول ذات أهمية مستقبلية، حيث كان أحد العوامل الرئيسية لتغيير قواعد اللعبة في قطاع الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة خلال عامين من انتشار جائحة كورونا هو انتشار الحلول المدعومة بالذكاء الرقمي والاصطناعي التي وفرت رعاية صحية ذكية ومستدامة وفعالة من حيث التكلفة التي تلقاها أفراد المجتمع.
كان هذا محور مناقشات الفريق حول الرعاية الصحية في المنتدى العالمي للأعمال المستدامة والذي عقد في دبي، حيث تم استخدام المصطلحات الرقمية والذكاء الاصطناعي المدعوم والتكنولوجيا بالتبادل وتم الاعتراف بها على أنها العبارات الجديدة للابتكار والاستدامة في هذا المجال. وكما يقال إن كل سحابة مظلمة لها بطانة فضية، فلم يجمع الوضع الوبائي المستمر بين مختلف أصحاب المصلحة في الاقتصاد العالمي فحسب، بل ساعد في نشر المبادئ الأساسية للاستدامة والابتكار التي بإمكانها أن تمكّن المجتمع اليوم.
ومن خلال تسليط الضوء على هذا الموضوع، قدم المنتدى العالمي للأعمال المستدامة رؤى مهمة للغاية وأفكارًا تعاونية خارج الصندوق في مختلف جوانب النسيج الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عقد المنتدى العالمي للأعمال المستدامة جلستي نقاش مفصلتين حول الرعاية الصحية. في المناقشة الأولى التي تحمل عنوان "مستقبل الرعاية الصحية من خلال الابتكار والحلول المستدامة"، سلط المشاركون البارزون الضوء على الدروس المستفادة والقدرة على التكيف أثناء الوباء.
وفي إطار ابتكارات المستقبل، صرحت الدكتورة أسماء المناعي، رئيس جودة الرعاية الصحية في دائرة الصحة بأبو ظبي، عن أهم ثلاثة ابتكارات مستقبلية في مجال الرعاية الصحية والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من التنمية، حيث قالت الدكتورة أنه يجب على الأشخاص في هذه الصناعة أن يدركوا أن المنظمين الصحيين مثل أصدقائك، حيث أن السياسات والتوصيات التي يقدمها المنظم هي لصالح المستشفى والمستخدم النهائي، كما يتم التصديق على جميع الابتكارات في الأجهزة الجديدة والأدوية وما إلى ذلك من خلال البحث القائم على الأدلة والأدوات والابتكارات المعتمدة للجميع.
وبدوره، قال الدكتور فهد المرزوقي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة "جي 42" للرعاية الصحية، وهي شركة جديدة رائدة في مجال التكنولوجيا الصحية في الإمارات العربية المتحدة، إن الوباء الحالي قد جمع بين المنظمين ومقدمي التكنولوجيا والباحثين ومؤسسات الرعاية الصحية العامة والخاصة، مما أدى إلى إنشاء نظام بيئي كامل يجعل الرعاية الصحية أكثر تفاعلية ووقائية، مضيفًا أن الابتكارات الثلاثة الأولى التي نحتاجها في مجال الرعاية الصحية للسنوات القادمة هي الشغف وخفة الحركة وأمان السرعة في تنفيذ الحلول الرقمية.
ومن جانبه، أكد هاني خلك، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في مجموعة "جي 42" للرعاية الصحية، على تمكين التقنيات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية التي وفرت السرعة وقابلية التوسع والقدرة على التكيف مع الابتكارات في مجال الرعاية الصحية. واستشهد بمثال اختبار مسحة الأنف، موضحًا أن اختبارات مسحة الأنف الجديدة تعد مثالًا جيدًا لاستخدام التكنولوجيا في ضمان الدقة والسرعة في النتائج حتى عندما تكون قابلية التوسع في الاختبارات متزايدة، فلدينا الخوارزميات وأنظمة الحوسبة السحابية وهذا يعطينا السرعة المطلوبة في النتيجة.
وفي حديثه عن أهم ثلاثة ابتكارات مستقبلية مطلوبة بشدة في مجال الرعاية الصحية، قال خلك إننا بحاجة إلى تقنية تمكين الذكاء الاصطناعي حيث يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة المعلومات بسرعة، وسحابة مخصصة لدولة الإمارات العربية المتحدة تحتوي على جميع الجوانب المتعلقة بأي موضوع مثلما تم التعامل مع جائحة كورونا، الشيء الثالث المهم الذي نحتاجه هو الأمان الإلكتروني الذي سيتمكن من الحفاظ على أمان البيانات.