لقد مثَّلَ فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تحديًا كبيرًا لمعظم البلدان في جميع أنحاء العالمفيما يتعلق بالقطاع الاقتصادي وقطاعالرعاية الصحية. وبفضل الجهود المشتركةنجحت العديد من الدول في السيطرة على فيروس كورونا والحد من انتشاره.وفي هذا الصدد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحًا كبيرًا في السيطرة على انتشار الفيروسبفضل توجيهات القيادة الرشيدة والجهود التي بذلتها المؤسسات المعنية والخبراء، والتزام جميع شرائح المجتمع الإماراتي بالإجراءات الوقائية والتدابيرالاحترازية التي اعتمدتها الدولة. وقد أعرب عددمن العلماء عن مخاوفهم من حدوث موجة ثانية لفيروس كورونا.
وسواء صدقت توقعات العلماء أم لم تصدق وبغض النظر عن توقيت الظهور، تبذل دولة الإمارات كل ما بوسعها للاستعداد للموجة الثانية بلا كلل، وسيكون من المنصف القول بأن الدولة مستعدة لمواجهة الموجة الثانية بفضل القرارات الاستباقية التي اتخذتها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
التعرف على الموجة الثانية
من المعروف أن للأوبئةموجات متعددة تظهر قبل أن تختفي في النهاية. ولم يتم وضع تعريف محدد للموجة الثانية من الوباء بشكلٍ واضح. ولكن الموجة الثانية، تأتي حينما يبدو الوضع مستقرًا وعدد الحالات تحت السيطرة، فترتفعأعداد الحالات الإيجابية بين مجموعة كبيرة من السكان أو في منطقة جديدة بشكل مفاجئ.
حسنًا، هل الموجة الثانية من فيروس كورونا قادمة حقًا؟ إذا تكلمنا بشكلٍ مجازي، فيبدو أنها قادمة. فالإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن جائحة فيروس كورونا عائدة بكل قوتها. وهذا لا يبشر بالخير؛ لأن الموجة الثانية دائمًا ما تكون أكثر ترويعًا من الأولى، خاصةً من الناحية الاقتصادية.
الإمارات العربية المتحدة - القوة تكمن في قطاع الرعاية الصحية
لقد أثبت قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة قدرته على مواجهة التحديات وخاصة خلال الأوقات الصعبة وخلال التداعياتالتي فرضتها جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وارتقى إلى مستوى توقعات أفراد المجتمع. ولقد عمل الهيكل الإداري لنظام الرعاية الصحية في الإمارات وفقًاللمعايير التي وضعتها القيادة الرشيدة، وقدمت الإمارات تعاميم إرشادية دورية تابعة لنظام الرعاية الصحية للتصدي لفيروس كورونا منذ بداية الجائحة. واعتمدت الدولة جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية، مثل التباعد الاجتماعي وتطهير اليدين. وكان لهذه الإجراءات مفعول السحر في السيطرة على انتشار الفيروس. وعلاوة على ذلك، فقد ساعد أيضًا توسيع نطاق الفحوصات وتتبع المخالطينللمرضى في حصر الإصابات وبالتالي تقليل العدوى. بالإضافة إلى ذلك تتبع المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة الإرشادات والبروتوكولات الطبية اللازمة للقضاء على فيروس كورونا.
وكان إنشاء مستشفيات ميدانية ومراكز طبية مخصصة لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19) أحد الخطوات الرائدة التي اتخذتها القيادة والجهات المعنية في قطاع الرعاية الصحية في البلاد.
ومؤخرًا، استعانت وزارة الداخلية الإماراتية بالكلاب البوليسية للكشف السريع عن الحالات الإيجابية المُصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) حيث استطاعت الكلاب البوليسية معرفة الحالات الإيجابية من خلال فحص عينة بسيط من عرق الإبط للحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس. وتُعد هذه التقنية الثورية مفيدة بشكل خاص في المطارات، حيث يمكن بفضلها فحص مجموعة كبيرة من الأشخاص في فترة زمنية قصيرة.
كما أطلقت القيادة برنامج التعقيم الوطني كمبادرة أخرى ناجحة للحفاظ على النظافة الجسدية والتعقيم. كما إن شبكة مراكز الفحص التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع هي الشبكة الأكبر في العالم فيما يتعلق بتبني معيار دولي ذي جودة، وهو المعيار 15189 من معايير المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس. وقد أدى ذلك إلى تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة العالمية في مجال الرعاية الصحية من خلال إجراء أكبر عدد من الاختبارات المتعلقة بفيروس كورونا (كوفيد-19).
ولايزال يعمل مركز أبو ظبي للخلايا الجذعية (ADSCC) على علاج UAECell19، وهو علاج رائع لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19). وعلاوة على ذلك، فإن الدولة اثبتت ريادتها وتفوقها في عملهاعلى تجارب لقاحات للعلاج من فيروس كورونا (كوفيد-19). وتُجري حاليًا تجارب المرحلة الثالثة على لقاح سينوفارم لمكافحة الفيروس.
وتكمن قوة قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة في ركيزتين أساسيتين: القيادة الرشيدة والملهمة والمجتمعات واعية التي تتبع جميع الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية المعمول بها لمكافحة انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
استعدادات الإمارات العربية المتحدة لمواجهة الموجة الثانية
منذ بدء الجائحة، كانت الإمارات تعمل على تأمين الاحتياجات وتعزيز المخزون الاستراتيجي للدولة لتفادي حدوث أي أزمة مستقبلية. وقد استعدت الوزارات لتأمين الإمدادات السلسلة الغذائية لمواجهة أي نقص غير متوقع في الغذاء. ولاتزال تعمل على زراعة المحاصيل الاستراتيجية والاهتمام بمصايد الأسماك الخاصة بها عن طريق إعادة استعمال المياهوزراعة المحاصيل على مستويات متعددة في المزارع الداخلية.
كما تم اعتماد الرعاية الطبية عن بُعد في دولة الإمارات العربية المتحدة على نطاق واسع من خلال استخدام التطبيقات المدعومة تكنولوجيًا،وقد نجح هذا النموذج في تقليل وقت الانتظار في العيادات الطبية، وخفض أعداد المرضى الزائرين وهو ما ساهم في تخفيف الضغط على قطاع الرعاية الصحية في البلاد من أجل أن يكون قادرًا على مواجهة حالات الإصابة الإيجابية بفيروس كورونا (كوفيد-19).
وقد كان تثقيف وتحفيز الشعب هو مفتاح نجاح دولة الإمارات في مكافحة جائحة فيروس كورونا ولا يزال كذلك حيث أطلقت الحكومة منصة إلكترونية تعليمية وطنية تشمل مركزًا يحوي معلومات عن فيروس كورونا (كوفيد-19) تحت شعار "صحتك واجبنا". وتهدف هذه المنصة إلى إبقاء جميع فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين على اطلاع دائم وإمدادهم بالمعلومات والاحتياطات الملائمة التي يجب اتخاذها.
هذا بالإضافة إلى منصة وقاية، التي أطلقتها الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث، وهي منصةإلكترونيةتهتم بصحة المجتمع الإماراتي وتحقيق نوعية حياة أفضل والتنمية المستدامة. وتهدف هذه المنصة إلى نشر الوعي بين جميع أفراد المجتمعوالتركيز على معالجة القضايا العامة وتقديم أفضل الممارسات المتعلقة بالصحة العامة والتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) وإبقاء المواطنين والمقيمين على دراية مستمرة بأحدث المستجدات المتعلقة بالقضايا ذات الصلة بالصحة. كما يمكن استخدام المنصةالإلكترونية للاتصال بالهيئات المسؤولة لعرض أي استفسار.
دور المواطنين والمقيمين خلال الموجة الثانية من فيروس كورونا
يمكن لأي دولة مواجهة أي أزمة تواجه قطاعالرعاية الصحية ومعالجتها بنجاح إذا كانت القيادة قوية بما يكفي لتعطي الإلهام، وإذا كان أفراد المجتمع على قدر عاليمن الوعي وتحملوا مسؤوليتهم والتزموا باتباع الإرشادات والبروتوكولات بشكل صحيح.
قد لا تتكرر الفرصة الثانية دائمًا، لكن إذا تكررت فيجب على الفرد عدم تكرار الأخطاء القديمة. فالأذكياء هم الذين يتعلمون من تجاربهم السابقة، ولا يكررون أخطاءهم.
وقد أهابت القيادة الرشيدة بشعب الإماراتمواصلة الالتزام باتباع جميع الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)،حيث طالبتأفراد المجتمع بضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بشكل متكرر وارتداء الكمامات. كما دعتهم إلى تناول الطعام الصحي واتباع العادات الصحية سليمة. وبالرغم من إعادة فتح الأماكن العامة بشكل تدريجي وإعادة مزاولة مراكز التسوق والمنشآت التجارية لعملها، فقد تم وضع ملصقات توجيهية للجمهور لمواصلة اتباع الإرشادات الإلزامية وإجراءات العمل القياسية.
ومن المفترض أن تقودالجهود التعاونية التي تبذلها المجتمعات والمنظمات إلى التعامل بنجاح مع الموجة الثانية وأن تظهر هذه الموجة بدون تأثير أو أقل تأثيرًا، وذلك لأن هذه التدابير البسيطة والتوعيةالشعبية هي بمثابة العامل الأساسي للنجاح والتصديللموجة الثانية من فيروس كورونا (كوفيد-19).
ولهذا السبب، تُطلق منصة وقاية هنا حملة توعية من الموجة الثانية للفيروس لتوعيةالجمهور والحد من مخاطر الموجة الثانية.
#اكسر_الموجة #أوقف_الموجة #وقفها_عندك