العقيد محمد حسين الخوري يستعرض مراحل انطلاقة فريق مواجهة جائحة كورونا

"العقيد محمد حسين الخوري يستعرض مراحل انطلاقة فريق مواجهة جائحة كورونا "

لا شك بأن المسيرة المهنية الطويلة الناجحة لنائب مدير مديرية شرطة العاصمة بأبوظبي العقيد محمد حسين الخوري بين مختلف المهام والمسؤوليات في شرطة أبو ظبي والتي نال من خلالها 23 ميدالية، كان لها الأثر الأكبر في تلقي العقيد دعوة بمهمة عاجلة وتكليف من قبل مدير عام شرطة أبوظبي سعادة اللواء مكتوم الشريفي في مطلع فبراير 2020، باختياره عضواً في فريق إدارة أزمة مواجهة جائحة فيروس كوفيد-19، بعد أن بدأ الوباء في اجتياح العالم، ولكن المهمة الجديدة تنطوي على الكثير من التحدي وتتطلب المزيد من القدرة على مواجهة المصاعب، من خلال الاشتراك في إعداد خطة الاستجابة السريعة من أجل تعزيز أمان المجتمع من انتشار الفيروس الذي بات يهدد مختلف القطاعات في جميع أنحاء العالم، وهو ما أدى إلى شبه انهيار أنظمة صحية كاملة في عدد من دول العالم.

وقد صرح العقيد الخوري عن استقباله للمكالمة الهاتفية الخاصة بتكليفه بهذه المهمة حيث استدعاه سعادة المدير العام لشرطة أبوظبي وأبلغه بتعليمات فورية تفيد بتشكيل فريق عمل لتنفيذ هذه المهمة مع الوضع في الاعتبار سرعة الاستجابة، مشيرًا إلى أن العمل كان يبدأ من الساعة 7 صباحًا وينتهي الساعة 11 مساءً طوال الأسبوع، وأضاف بأن أول التقارير كانت عن أول الإصابات كانت لأثنين من متسابقي الدراجات الإيطاليين المشاركين آنذاك في سباق "طواف الإمارات" وبدأت أول خطوات الخطة في التعاون مع الفنادق وتجهيزها كمراكز للحجر الصحي وقد تم زيادة أعداد الفنادق المشاركة وتجهيزها إلى أماكن حجر صحي بأعداد تستوعب الإصابات بالفيروس، طبقًا للخطة التشغيلية التي كانت تقضي بالعمل على إعادة المواطنين من خارج الدولة وتأمين أماكن مناسبة لتحويلهم إلى الحجر الصحي فور وصولهم إلى المطار، وقد تم تحويل المصابين إلى الحجر الصحي في فنادق من فئة الخمس نجوم تحت إشراف لجنة إدارة الأزمة وبالتعاون مع الشركاء من مزودي الخدمات الصحية.

ثم أشار العقيد الخوري إلى الضغوط التي رافقت عمله في لجنة إدارة أزمة الجائحة وساعات العمل الطويلة بعيداً عن الأهل والعائلة، حتى أصيب بالفيروس في شهر مايو 2020م ليصبح هو نفسه نزيل يتلقى العلاج في الحجر الصحي حيث كانت هذه فترة الأربعة عشر يوماً هي الأصعب خلال تلك الفترة، حيث لم يكن بالإمكان رؤية أولاده الخمسة إلا عبر الاتصالات الهاتفية، على الرغم أن لقاءاته بعائلته كان لا يتعدى ساعات قليلة يومياً قبل الإصابة بسبب عمله في فريق إدارة الأزمة. أما على الجانب المهني فقد أضافت هذه الفترة إلى تجربته في إدارة الأزمة، حيث أتيحت له فرصة التعرف على مراحل عمل الكوادر الطبية والإدارية في مراكز الحجر الصحي عن كثب، والتواصل مع النزلاء داخل مركز الحجر باعتباره نزيلاً، معربًا عن فخره بتلقي العديد من الاتصالات من قائد عام شرطة أبوظبي معالي اللواء ركن فارس خلف المزروعي، ومن سعادة اللواء مكتوم الشريفي مدير عام شرطة أبوظبي، وكبار ضباط الشرطة والمسؤولين في إمارة أبوظبي.

كما أشار العقيد الخوري إلى كونه رب أسرة ومن الطبيعي أن يكون قلقًا عليهم أكثر من قلقه على نفسه ولكن وسط هذه الظنون التي انتابته بالرغم من إيمانه بقضاء الله وقدره جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد "لا تشلون هم" أثناء مخاطبته للمجتمع المحلي الأثر الكبير في نفسه وأعطته الثقة الكاملة أنه بالفعل في يد أمينة، وقد تحولت هذه الكلمة إلى برنامج عمل شاركت فيه جميع القطاعات الحيوية على مستوى الدولة كما أشاد الخوري بمدى وعي سكان إمارة أبوظبي بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية والخاصة بمواجهة الجائحة، والتي جاءت ترجمة لنصائح القيادة الرشيدة في تسخير جميع الإمكانيات لحماية المجتمع المحلي وهذا ما اتضح بشكل كبير بعد الانتقال إلى مرحلة العمل عن بعد للدوائر والمؤسسات والمدارس وهي المرحلة التالية من البرنامج.

وقد أعرب العقيد الخوري عن اعتزازه الكبير وفخره بمكرمة رئيس الدولة في إنشاء "مكتب فخر الوطن" تقديراً لجميع العاملين في الخطوط الأولي والمواقع الأمامية لمواجهة الوباء، وهو ما سيحفز الجميع على بذل كل ما لديهم ليكونوا مثالاً للالتزام في جميع مواقع عملهم.


انشر المقال: