في غضون أيام قليلة، سيبدأ العالم الإسلامي شهر رمضان المبارك، والذي سيأتي للعام الثاني على التوالي وسط الظروف الاستثنائية الناجمة عن جائحة كورونا. وعلى الرغم من تنامي مستوى المعرفة والوعي بالفيروس، إلا أن الطبيعة الخاصة للشهر الكريم تتطلب إعادة التأكيد على أهمية الشعور بالمسؤولية الفردية والالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية، حيث تشهد العديد من الدول العربية ظروفًا متشابهة، في ظل تصاعد الإصابات على الرغم من التحذيرات الرسمية من خطورة الوضع، وأبرزها ارتفاع معدل الوفيات في العديد من الدول.

وفي إطار الجهود المبذولة للحفاظ على إنجازات دولة الإمارات واحتواء انتشار فيروس كورونا، حيث انخفض معدل الإصابة بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة ليصل إجمالي عدد الإصابات في 21 مارس 2021 بنسبة 56.8% مقارنة بذروة 3 فبراير 2020، اتخذت دولة الإمارات العديد من الإجراءات الاحترازية الهادفة إلى حماية الصحة العامة وضمان الوقاية خلال الشهر الفضيل والتي تهدف إلى استيعاب الأنشطة المتعلقة بالعبادة، بما في ذلك الصلاة وحفلات الإفطار الجماعية وجمع الزكاة، فضلاً عن المناسبات والتجمعات الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، حققت الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا هدفها المتمثل في تطعيم نصف السكان فوق سن 16 عامًا قبل نهاية الشهر الحالي، حيث أعلنت الإمارات عن تطعيم 52.46% من الفئات المستهدفة. كما أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، خلال الإحاطة الإعلامية الدورية التي تعقدها حكومة الإمارات العربية المتحدة في 16 مارس 2021، عن سلسلة من الإجراءات الاحترازية خلال شهر رمضان المبارك بهدف حماية إنجازات الدولة في احتواء الفيروس وتقليل العدوى والوفيات. وتشمل هذه الإجراءات منع إقامة الخيام والتجمعات العائلية والتجارية في الأماكن العامة، وكذلك توزيع وجبات الإفطار أمام المنازل والمساجد.

وأشارت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث والطوارئ إلى أن الراغبين في المساعدة في توزيع الوجبات عليهم التنسيق مع الجهات الخيرية، مضيفةً أنه يجب دفع تبرعات الزكاة إلكترونيًا. وتشمل الإجراءات الاحترازية أيضًا منع المطاعم من توزيع وجبات الإفطار، وقصر توزيع الوجبات على أماكن إقامة العمال مع التنسيق المباشر بين المطاعم وإدارات مساكن العمال واحترام قواعد التباعد الاجتماعي. كما يجب تجنب الزيارات العائلية وكذلك توزيع الوجبات بين المنازل والعائلات ويمكن للعائلات التي تعيش معًا في نفس المنزل فقط أن تقيم إفطارًا جماعيًا داخل المنزل.

ومن جانبها، ستسمح الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث والطوارئ بصلاة التراويح وفقًا للإجراءات الاحترازية والإجراءات الوقائية المتعلقة بفيروس كورونا ذات الصلة، لكنها ستحظر موائد الإفطار في المساجد وتحصر صلاة العشاء والتراويح بـ 30 دقيقة. كما أصدرت السلطات المحلية المعنية عدة قرارات تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا خلال الشهر الفضيل، مع التأكيد على أهمية احترام قواعد التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات العائلية.

وام