منذ تسجيل أول حالة إصابة في دولة الإمارات في الـتاسع والعشرين من يناير الماضي شهد الصراع القائم مع فيروس "كوفيد-19" تطورات مهمة خلال فترة المواجهة التي بلغت 167 يوماً، وظهر العديد من الممارسات المهمة التي ساعدت في السيطرة على الفيروس وتقليل أعداد الإصابات وبدء التعافي على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي.
وكانت أهم هذه الممارسات هي استراتيجية التوسع في إجراء الفحوصات والتي أدت إلى تعزيز جهود تتبع الحالات لاحتواء انتشار الفيروس، حتى سلجت الإمارات ما يزيد عن 4 ملايين فحص لتصبح الأولى عالميًا في عدد الفحوصات وبما يعادل نسبة 42.7 % من إجمالي عدد السكان.
بالإضافة إلى اعتماد تقنية "دي.بي.آي" (DPI) للكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس "كوفيد-19" في غضون ثوان معدودة، ليصبح إنجاز جديد في مجال التوسع بفحوصات "كوفيد-19" يضاف إلى الإنجازات الأخرى التي من أهمها تأسيس أكبر مختبر لتشخيص فيروس "كوفيد-19" في العالم خارج الصين، بالإضافة إلى إنشاء 24 مركزًا للفحص من المركبات بالإضافة إلى تطبيق الإمارات لطرق علاجية مبتكرة في التعامل مع المرضى، وهو ما يمثل أهم الأسباب التي ساهمت زيادة أعداد المتعافين.
كما اعتمدت لجنة أخلاقيات البحث العلمي في إمارة أبوظبي دراسة المرحلة الثالثة للقاح محتمل ضد فيروس "كوفيد-19" وهو ما يعني بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية وذلك بمشاركة حوالي 15 ألف متطوع وتمكنت الإمارات من الوصول إلى علاج من خلال الخلايا الجذعية وشفيت به عشرات الحالات وجاءت نتائج الفحص سلبية.
وفي السياق ذاته كانت الإمارات من أوائل الدول التي استخدمت العلاج بالبلازما لمصابي فيروس كورونا، بالإضافة إلى تطبيق الإمارات لأحدث برتوكولات العلاج والوقاية من فيروس "كوفيد-19" وذلك بناءً على أحدث الأبحاث العلمية على المستوى العالمي، كما سارعت الإمارات منذ بداية الأزمة إلى تخصيص مستشفيات ومراكز طبية للتعامل مع المصابين وذلك بعد ضمان جاهزيتها فيما يتعلق بالكوادر الطبية والمعدات والتجهيزات اللازمة لهذه المهمة، بالإضافة إلى إنشاء عدد كبير من المستشفيات الميدانية من أجل دعم قدرات القطاع الصحي، وزيادة طاقته الاستيعابية لمواجهة التحديات.
وجاء إعلان عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية عن شفاء آخر مصاب لديها كمؤشر على نجاح الإمارات في التغلب على فيروس كورونا وهو ما يشير إلى أنه لم تعد هناك ضغوط بسبب استقبال حالات إصابة بفيروس "كوفيد-19"، ومما لا شك فيه أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا جهود وتفاني كل العاملين في القطاع الطبي الذين قدموا مثالاً يحتذى به في التضحية والفداء من أجل الحفاظ على صحة أفراد المجتمع.