مع عودة قطاع الطيران إلى نشاطه المعتاد ما قبل الوباء ، يحث كبار خبراء طب الطيران على إعطاء الأولوية للصحة النفسية للموظفين لدى شركات الطيران.

 كانت قضايا الصحة النفسية لدى الطيارين وتهديدات ما بعد الفيروس على موظفي العمليات من بين الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها في مؤتمر برجيل الثاني للطيران الطبي الذي نظمه مستشفى برجيل ، دبي ، إحدى وحدات VPS للرعاية الصحية.

وقد شهد الحدث الذي استمر لمدة يومين ، والذي عقد تحت رعاية الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة ، مناقشة آخر التطورات في طب الطيران، وضمّ خبراء في مجال الرعاية الصحية.

إنّ العمل في قطاع الطيران ينطوي على تحديات تهدد الصحة . إذ يمكن لساعات العمل الطويلة ، وأنماط النوم غير المنتظمة ، واضطراب إيقاع الساعة البيولوجية أن تسبب التعب ، وتغيرات الحالة المزاجية ، والقلق ، وما إلى ذلك. يعتقد الخبراء الطبيون أن الوباء والأزمة اللاحقة في قطاع الطيران كان لها تأثير عميق على الصحة البدنية والعقلية لموظفي الطيران. . شملت الضغوطات النفسية خلال مرحلة الوباء انعدام الأمن الوظيفي ، وكفاءة الطيار ، والمخاوف المالية ، والخوف من الإصابة بكوفيد ، وما إلى ذلك. يؤكد الخبراء أن الوباء قد أثر على القدرات المعرفية للطيارين مثل الوعي بالظروف ، والذاكرة العاملة ، والتركيز ، ووقت رد الفعل ، تعدد المهام ، إلخ.

ومن جهتها قالت الدكتورة إدما نداف ، أخصائية علم النفس في مجال الطيران: 'لقد كان للوباء تأثير مزدوج - جسديًا ونفسيًا على موظفي الطيران. بدأنا نرى مشاكل في الأشخاص الأكفاء للغاية. كلما كانوا أكثر ثقة ، زاد خوفهم من الظهور بمظهر ضعيف. تمت إحالة ما يصل إلى خمسة من كل 10 مرضى للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة'.   

وفقًا للدكتورة نداف ، بينما كان الطيارون الذين فقدوا وظائفهم يتعرضون لضغوط هائلة ، تعرض أولئك الذين تمّ إبقاؤهم في العمل للتوتر أيضًا. أشارت نداف إلى حالة مريض في أواخر الثلاثينيات من عمره عانى من نوبات هلع لأنه شعر أنه كان يُعامل كمنبوذ خلال المرحلة الأولى من الوباء. تم تشخيص طيار آخر باضطراب في التكيف مع القلق والمزاج الاكتئابي. في الإمارات ، حصلنا على دعم من السلطات. لقد قدّمنا الكثير من الدعم للعاملين في الخطوط الامامية مثل إنشاء مراكز اتصال. لكنني لست متأكدة مما إذا كان هذا هو الحال في كل مكان '.

حثّ الخبراء في المؤتمر مقدمي الرعاية الصحية على إجراء تغييرات على مستوى الشركة لإعطاء الأولوية للصحة النفسية لموظفي الطيران نظرًا لأهميتها. واقترحوا حلولًا تشمل ورش عمل منتظمة حول استراتيجيات المواجهة ، وتوفير أذن استماع غير قضائية ، ووضع حافز للإبلاغ الذاتي ، وما إلى ذلك. كما دعاوا إلى تعاون أقوى بين طب الطيران وعلم النفس لتطوير استراتيجيات جديدة للتخفيف من المخاطر المرتبطة طويلة الأمد.

قدّم المؤتمر الذي استمر لمدة يومين تحديثًا لجميع التخصصات الطبية المتعلقة بطب الطيران. وشارك في الحدث متحدثون رفيعو المستوى من بينهم الدكتورة سالي إيفانز ، نائبة سكرتير الأكاديمية الدولية لطب الطيران والفضاء. تضمنت الأحداث البارزة الأخرى حديثًا للدكتور جون تشالكلي حول فسيولوجيا رحلات الفضاء والطب المهني في الطيران للدكتور كافيتا دينغرا وخيارات العلاج فيما يتعلق بالخلايا الجذعية والبيولوجيا لطاقم الرحلة من قبل الدكتور إريك هوهمان.

وفي سياق حديثه عن المجالات التي يركز عليها المؤتمر ، قال الدكتور هوهمان ، رئيس المؤتمر: “حضر الدورة الثانية للمؤتمر أكثر من 100 خبير في مجال الطيران والرعاية الصحية من الشرق الأوسط. نأمل أن تؤدي المداولات التي جرت حول الجوانب المهمة للصحة النفسية ، وأمراض القلب والأوعية الدموية ، والسرطان ، ومخاطر العظام للقوى العاملة في مجال الطيران إلى توجيه الصناعة في اتخاذ قرارات مدروسة '.

المصدر: خليج تايمز 

LINK: https://www.khaleejtimes.com/kt-network/prioritising-mental-health-in-pilots-is-the-need-of-the-hour