تسعى شركة فايزر بيونتك للحصول على الإذن بالاستخدام الطارئ للقاحها ضد فيروس كورونا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا بحلول أوائل أكتوبر وسيتبع ذلك أولئك الذين لا تتجاوز أعمارهم ستة أشهر في نوفمبر، حيث تجري الشركة دراسات المرحلة الثالثة من لقاحها على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و11 عامًا.
ومن جانبه، أعلن فرانك دي أمليو، المدير المالي لشركة فايزر، في المؤتمر الصحي السنوي التاسع عشر لمؤسسة الخدمات المالية "مورغان ستانلي" هذا الأسبوع، إنه يتوقع أن تتوفر بيانات السلامة والمناعة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا في حوالي أسبوعين بحلول نهاية سبتمبر، كما ستتوفر البيانات الخاصة بالفئة العمرية الأصغر، من ستة أشهر إلى 5 سنوات، بعد حوالي شهر، أي بحلول نهاية أكتوبر، حيث سيتعين على الشركة بعد ذلك تقديم طلب للاستخدام الطارئ لكلا المجموعتين إذا ثبت أن اللقاح آمن وفعال على هذه الفئات العمرية.
وبمجرد تقديم الطلبات، ستحتاج إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى وقت لمراجعة البيانات، حيث قال سكوت جوتليب، مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق وعضو مجلس إدارة شركة فايزر، إن ذلك قد يستغرق من أربعة إلى ستة أسابيع.
والجدير بالذكر أن اللقاح قد أصبح متاحًا للأطفال الأكبر سنًا، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا وما فوق، في الإمارات العربية المتحدة منذ منتصف مايو، حيث أن الغالبية العظمى من هذه الفئات العمرية يعانون من أعراض خفيفة فقط، أو لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق. ومع ذلك، يمكن أن يصابوا بالفيروس وينقلونه بالفعل ويصبح عدد قليل منهم مريضًا جدًا أو يموت نتيجة لذلك.
وقد أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "بدياتركس" أن فيروس كورونا أدى إلى أعراض ومضاعفات أكثر من الأنفلونزا لدى الأطفال، مع وجود حالات صحية أساسية تشكل مخاطر أكبر مثل الربو والسمنة. ووفقًا للدراسة، تم رصد حدوث الالتهاب رئوي ونقص الأكسجين بشكل متكرر أثناء الإصابة بفيروس كورونا أكثر من الموجود الأنفلونزا الموسمية، حيث ارتفعت معدلات قبول الأطفال في المستشفيات في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة بسبب متغير دلتا شديد العدوى.
ومن جهته، أعلن الدكتور أنتوني فوسي، خبير الأمراض المعدية الرائد في الولايات المتحدة، في محاضرة استضافتها مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي في وقت سابق من هذا الشهر، عن وجود الكثير من الأطفال في المستشفيات الآن، لذلك، فإنه على الرغم من أنه مقارنة بالبالغين الذين لا يصابون بمرض خطير، فقد فقدنا عددًا أكبر من الأطفال جراء الإصابة بفيروس كورونا أكثر مما نفقده بسبب الإنفلونزا، مضيفًا أنه يمكن أن يعاني الأطفال أيضًا من "مرض كوفيد الطويل".
ووفقًا للمجلة الطبية البريطانية، وجدت دراسة كبيرة حديثة أجريت في المملكة المتحدة أن واحدًا من كل سبعة أطفال، أي 14%، قد لا يزال يعاني من الأعراض بعد 15 أسبوعًا من الإصابة بالفيروس، مثل الصداع والتعب وضيق التنفس، لذا يلزم تطعيم الأطفال في هذه الفئات العمرية لكيلا يصابوا بمرض كوفيد الطويل ذو الأعراض الشديدة حفاظًا على سلامتهم.