أظهرت دراسة جديدة أن سنوات من الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية وضعت دولة الإمارات في وضع قوي لمواجهة جائحة كورونا. وأثبت تقرير الاستجابة لفيروس كورونا أن نهج الإمارات المستمر لتعزيز خدماتها المتوافقة مع استجابتها السريعة لتصاعد فيروس كورونا كان أمرًا حيويًا للتخفيف من تأثير الأزمة الصحية التي اجتاحت العالم. وقد تم إجراء البحث من قبل مجموعة أكسفورد للأعمال، وهي شركة استشارات أعمال عالمية، بالتعاون مع مركز الشرق الأوسط بجامعة مانشستر في دبي.
وكشف التقرير عن نمو الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية من قبل الحكومة من 3.83 مليار درهم في عام 2016 إلى 4.84 مليار درهم هذا العام، كما أجرت الإمارات ما يقرب من 17 مليون فحص منذ بدء انتشار الوباء. وصرح أندرو جيفريز، الرئيس التنفيذي لمجموعة أكسفورد بيزنس جروب، إنه بينما يتعين على الإمارات مواجهة التحديات التي يشكلها فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط، فإن الجهود الرامية لوضع أسس اقتصادية قوية من قبل وصول الوباء ساهمت بشكل كبير في نجاح تعاملها مع التحديات التي فرضتها الجائحة، مضيفًا بأن الشركات لا تزال قلقة بشأن تأثير كوفيد-19 ولهذا فإن ثقة المستهلك ستلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الانتعاش داخل دولة الإمارات وخارجها. وصرح أيضًا بأن البحث الذي أجرته الشركة أظهر أن القطاع الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة يتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد بعد أن استفاد من الإجراءات الداعمة في المراحل الأولى من تفشي المرض وتركيز الدولة على تحقيق الأهداف المنصوص عليها في خارطة طريق الرؤية الوطنية 2021.
وأدى تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على الإنفاق على الرعاية الصحية إلى تحسن القطاع بشكل كبير بحسب العديد من المؤشرات، حيث ارتفع عدد أسرة المستشفيات في الإمارات من 9000 في عام 2012 إلى أكثر من 12000 في عام 2017 وأظهرت بيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع في عام 2018 أن هناك 24345 طبيبًا في الإمارات بواقع 2.53 طبيبًا لكل 1000 شخص، كما بلغ عدد القوى العاملة السريرية في دولة الإمارات 118121 عام 2018. وصرح باتريك كوك، المحرر الإقليمي لمجموعة أكسفورد بيزنس جروب، إن الجهود المستمرة لتنويع الاقتصاد وبناء نظام بيئي طبي متقدم، إلى جانب قوة عاملة ماهرة بشكل متزايد، عززت صمود دولة الإمارات وساهمت بشكل كبير في تعزيز قدرتها مع التحديات التي فرضتها الجائحة.