على الرغم من تأثير جائحة كورونا العالمية، سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة ثاني أعلى معدل إشغال فندقي في العالم العام الماضي، مما يمهد الطريق لاستقبال 14.8 مليون نزيل في الفنادق يقضون ما معدله 3.7 ليالٍ لكل نزيل، حيث كشفت وزارة الاقتصاد أن قطاع السياحة الإماراتي كان من بين أقل القطاعات تأثراً وأسرع تعافياً حول العالم بسبب إعادة الانفتاح المبكر للاقتصاد والتسهيلات المقدمة للشركات.
وفي إشارة إلى الإحصائيات الرسمية الصادرة عن منظمة السياحة العالمية ومجلس الإمارات للسياحة، قالت الوزارة إن دولة الإمارات احتلت المرتبة الثانية عالمياً في معدلات الإشغال بالمنشآت الفندقية بنسبة 54.7% العام الماضي، أي بعد 58% من الصين التي حصلت على المركز الأول، بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثالثة بنسبة إشغال بلغت 37%.
بينما انخفض المعدل العالمي إلى 37% تحت وطأة الوباء، وسجلت الفنادق في منطقة الشرق الأوسط 43% فقط من الإشغال، ويأتي ذلك بالتوازي مع التراجع الكبير في النشاط السياحي الذي انخفض بنسبة 74% حول العالم وبنسبة 76% في المنطقة، حيث قال الدكتور أحمد بلهول الفلاسي، وزير الدولة لريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إنه على الرغم من التحديات الهائلة التي جلبها الوباء على الصناعة، فقد خلق أيضًا فرصًا جديدة للسياحة الداخلية، حيث ساهمت السياحة الداخلية بمبلغ 41 مليار درهم في الاقتصاد الوطني العام الماضي - وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف في السنوات القليلة المقبلة.
كما كشفت الإحصائيات أن الإمارات كانت الأقل تضرراً من حيث حركة السياحة في عام 2020، حيث انخفض النشاط بنسبة 45.2% فقط، وهو أدنى انخفاض في العالم، تليها المكسيك، حيث انخفضت حركة السياحة بنسبة 52%، ثم إيطاليا بنسبة 63%. ووفقًا لوزارة الاقتصاد، استقبلت مؤسسات الضيافة 14.8 مليون نزيل في عام 2020، قضوا 54.2 مليون ليلة في 1089 مؤسسة مختلفة وفرت ما يقرب من 180 ألف غرفة. وبذلك يرتفع متوسط الإقامة إلى 3.7 ليالٍ لكل نزيل، مع عوائد تبلغ 318.5 درهمًا للغرفة.
وأضاف الفلاسي أنه يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة الاستفادة من بنيتها التحتية المتطورة ومرافقها الحديثة ومجموعة واسعة من الخدمات والأنشطة للترويج لنفسها كوجهة سياحية لديها الكثير لتقدمه للزوار، سواء كانوا مقيمين في الإمارات أو مسافرين من الخارج، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشمل مبادرات أخرى تهدف إلى الحفاظ على الأداء المتميز للقطاع وتعزيز فرص التعافي. كما تعد الإنجازات التي حققها قطاع السياحة خلال العام الماضي هي نتيجة للجهود الملحوظة التي بذلتها جميع الأطراف ذات الصلة لتعزيز القطاع على المستويين الاتحادي والمحلي. هذا بالإضافة إلى الإجراءات الاستباقية التي نفذتها الإمارات للتعامل مع تفشي المرض وتقليل تأثيره على الصحة العامة.
ومن جانبه، أكد لال باتيا، رئيس مجلس إدارة مجموعة هيلشو، على أن اقتصاد دبي يعتمد على الأعمال والسياحة والتمويل والعقارات، مما يعني أن فقدان سمعتها كوجهة استثمارية ليس مثاليًا للبلد، موضحًا أن دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت على عاتقها مسؤولية إعادة المشاعر الإيجابية إلى الاقتصاد من خلال قرارات وإجراءات حازمة، كما ضمنت القيادة الحكيمة لدبي أن تكون لدى الشركات الثقة لمواصلة عملياتها دون الهلاك في ظل الأزمة.
وبدوره، قال افتخار حمداني، مدير عام المنطقة في قصر باهي عجمان ومنتجع كورال بيتش الشارقة، إن جميع المؤشرات تظهر أنه ستكون هناك زيادة سريعة في الطلب على السفر في الربع الأخير من عام 2021 فصاعدًا بسبب معرض إكسبو 2020، أكبر معرض عالمي يحدث في دبي من أكتوبر 2021، حيث يستعد أصحاب الفنادق في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة بشكل عام ودبي على وجه الخصوص للتدفق الكبير لضيوف الأعمال والترفيه خلال الحدث الدولي، الذي سيكون بداية عودتنا.