مع تعافي قطاع الطيران وعودته إلى طاقته الكاملة، تعود الحياة تقريبًا إلى سابق عهدها في دبي حيث لا زالت حالات الإصابة الجديدة المسجلة أقلّ من 100 حالة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
إعادة فتح مطار دبي الدولي بالكامل، المتوقع حدوثه خلال الأسابيع المقبلة، هو خير دليل على تجاوز جائحة كوفيد19 وعودة الحياة إلى طبيعتها.
أعلن الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مجلس إدارة مطارات دبي والرئيس التنفيذي لمجموعة الإمارات، هذا الأسبوع أن مطارات دبي ستعود بكامل طاقتها بعد إعادة فتح آخر ممرّ مغلق لها في غضون أسبوعين في ظلّ تعافي قطاع الطيران من تداعيات جائحة كوفيد19.
يعكس النمو في حركة الركاب وانتعاش قطاع الطيران، استعادة مطار دبي الدولي مكانته كأكثر المطارات ازدحامًا في العالم لحركة الركاب الدولية في أكتوبر، حيث بلغ 2.72 مليون مقعد، وفقًا لمزوّد بيانات السفر العالمي OAG.
بلغ عدد المسافرين في مطارات دبي 10.6 مليون مسافر في الأشهر الستة الأولى من عام 2021 و 13 مليون مسافر في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021.
أنوم نور، وهو مقيم في الشارقة منذ 10 سنوات، يشعر بسعادة عارمة إزاء عودة الحياة إلى طبيعتها بعد حوالي عامين من التحديات، خاصة مع استئناف الرحلات الجوية حيث أن غالبية سكان دولة الإمارات العربية المتحدة تتكون من المغتربين.
«الحمد لله، الرحلات تعمل الآن بكامل طاقتها تقريبًا ويمكننا زيارة بلدنا لقضاء العطلات. لقد عانينا الأمرّين خلال العامين الماضيين، خاصة فيما يخصّ السفر إلى بلدنا الأم. لقد شلّ الوباء حياة الناس بالفعل ».
عادت الحياة إلى طبيعتها في ظلّ انخفاض عدد الإصابات الجديد المسجّلة في البلاد بفضل حملات التطعيم والتدابير الوقائية التي اتخذها القطاعين العام والخاص والقوانين الصارمة لتقويض الوباء حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة، اعتبارًا من الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر ، أقل من 100 حالة يوميًا .
تلقّى ما يقارب 98 في المئة من المقيمين في الإمارات العربية المتحدة جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد 19 بينما أتمّ 88 في المئة أخذ الجرعات الكاملة .
ونتيجة لهذه المبادرات، صنّفت وكالة بلومبيرغ دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها ثالث أكثر الدول أمانًا في العالم لتصدّيها لجائحة الوباء بكفاءة وفعالية.
«قبل بضعة أشهر فقط، تبنّى الناس آراء مختلفة . إذ رأى الكثيرون أن هناك حاجة إلى إجراء تغييرات شاملة في المجتمع نتيجة تداعيات فيروس كورونا التي ستؤثّر سلبًا على الحياة عامة. في حين اعتقد آخرون أن الحياة ستكون أفضل في ممارسة الأمور الحياتية عن بعد." وأضاف أنيش ميهتا، وهو مقيم منذ فترة طويلة في دبي: " إن الإمارات العربية المتحدة، ودبي على وجه الخصوص، أثبتت أن هذا الوضع الجديد القائم هو الأفضل ».
«انخفض معدلات حالات كوفيد19 بشكل كبير ، خلال فترة زمنية قصيرة ، بسبب التطعيم الجماعي ومرافق الرعاية الصحية الممتازة. إن النجاح الهائل الذي حققه إكسبو 2020، ومهرجان دبي للتسوق المقبل، وافتتاح وجهات سياحية مثل القرية العالمية وغيرها الكثير يعكس الانتعاش الحاصل في القطاعات الرئيسية في البلاد. وقال ميهتا، الرئيس السابق لمعهد المحاسبين القانونيين في الهند : "إنه مع استعادة المطارات طاقتها بالكامل في غضون أسبوعين، فإن القطاعات المتبقية التي لم تتعافى بعد ستزدهر أيضًا».
رحّب ناصر إقبال ، المقيم في دبي ، بقرار دبي في تقليل التباعد الاجتماعي من مسافة مترين إلى متر واحد بعدما واجهت الحكومة والمقيمين تحديات كبيرة خلال الفترة الماضية قائلًا : «برزت دبي كنموذج يحتذى به في إدارة أزمة كوفيد 19. وأظهرت مرونة غير مسبوقة في احتواء الوباء وإطلاق حملة التطعيم . بالمقابل ، التزم الناس بشكل كامل بالمبادئ التوجيهية الحكومية ودعموها وتقاسموا حسّ المسؤولية. بناء عليه، تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، ويستمتع الناس بالطقس اللطيف ويحتفلون بموسم الأعياد. وينعكس هذا أيضًا بصورة إيجابية على قطاع الأعمال في خلفية كل هذه التطورات».
وأضاف : «نحن واثقون من العودة إلى الحياة الطبيعية بنسبة 100 في المئة قريبًا إذا استمر الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل جنبًا إلى جنب تماشيًا مع إرشادات السلطات».
والجدير بالذكر أنّ الأحداث الرياضية الضخمة مثل ICC T20 Cricket World، وحدث اللياقة البدنية دبي رايد وقرار الحكومة بتقليل المسافات الاجتماعية من مترين إلى متر واحد هي دليل واضح على عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل جائحة الوباء.