حقق برنامج التطعيم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا جديدًا يتمثل في إعطاء 15 مليون جرعة والحفاظ على المرتبة الأولى في معدل توزيع اللقاحات على مستوى العالم، حيث أعلنت السلطات أنه تم إعطاء ما يصل إلى 103196 جرعة لقاح خلال الـ 24 ساعة الماضية للوصول إلى إجمالي 15.04 مليون جرعة بمعدل توزيع 152.10 جرعة لكل 100 شخص.
ويعتبر لهذا الإنجاز أهمية كبيرة لأنه يأتي في أسبوع كشف التحديث الوبائي لمنظمة الصحة العالمية عن متغير دلتا، والذي يعد سلالة أكثر قابلية للانتقال من فيروس كورونا، والذي تم الإبلاغ عنه في 85 دولة حول العالم بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الإمارات العربية المتحدة.
كما أشاد الخبراء الطبيون بإدارة الإمارات العربية المتحدة لجائحة كورونا حتى الآن من خلال الإجراءات الاحترازية واختبارات مسحة الأنف الموسعة في جميع أنحاء الإمارات وتطبيق التتبع والتعقب والعلاج على مستوى عالمي ومرافق الحجر الصحي والعزل والمعايير الصارمة بما في ذلك قيود السفر والقيود الحدودية المعززة بأفضل معدل تطعيم. ومع ذلك، فإن متغير دلتا يطرح تحديات جديدة لأنه ينتشر بسرعة.
وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن أي متغيرات جديدة في الإمارات العربية المتحدة، إلا أن الأطباء أشاروا إلى أن التهديد من دلتا ودلتا بلس كان مدعاة للقلق، حيث أوضح الدكتور راجيش كومار جوبتا، أخصائي الطب الباطني بمستشفى برجيل التخصصي في الشارقة، أن كلا النوعين من المتغيرات أكثر عدوى بنسبة 40%، وأكثر قابلية للانتقال بنسبة 100% كما أنها شديدة العدوى، وأضاف أن المتغيرات تشكل مخاطر أكبر لدخول المستشفى وتؤثر بشكل أكبر في الشباب.
كما شدد الأطباء على أثر حملة التطعيم الإماراتية في إبقاء الوضع تحت السيطرة، حيث قالوا إن لقاحات التطعيم لا تزال الأداة الأكثر فاعلية ضد أي متغير آخر، بما في ذلك دلتا ودلتا بلس. وبدوره، قال الدكتور عمر ماجد، اختصاصي أمراض الرئة بمستشفى إن إم سي التخصصي بالعين، إنه تمت الملاحظة أن متغير دلتا كان أكثر بين أولئك الذين لم يتم تطعيمهم، لذا يجب تشجيع الأشخاص غير المطعمين على أخذ اللقاح لمنع العدوى والمشاكل الصحية الخطيرة.
وفي إطار متصل، أشار الدكتور فالغونا كوسيكا كاتاكام، طبيب الأطفال المتخصص في مركز دار الشفاء الطبي في أبو ظبي، إلى أن التطعيم يقلل من فرص الدخول إلى المستشفيات والبقاء فيها لمدة طويلة في الحالات المصابة بمتغير دلتا، حيث أن التطعيم الكامل باللقاحات المتوفرة حاليًا يمنع دخول المستشفى حتى في متغير دلتا، في حين أن متغير دلتا بلس هو المتغير الأحدث مع طفرة جديدة، ولم تتم دراسة تأثيره بعد.
وردا على سؤال حول كيفية اكتشاف الأطباء ما إذا كان المريض الجديد مصابًا بمتغير دلتا أو دلتا بلس، فقد أشار الدكتور ماجد إلى أن الأفراد الملقحين بالكامل سيكونون الأقل تضررًا، كما أنه من الصعب للغاية معرفة أن المريض مصاب بنوع مختلف من فيروس كورونا على أساس سريري، حيث يجب أن تكون الشكوك عالية في المرضى الذين لم يتلقوا التطعيم، والذين يسافرون خارج الإمارات العربية المتحدة أو يشاركون في أي أحداث دولية داخل أو خارج الإمارات العربية المتحدة.
ومن جانبه، أشاد الدكتور كتكم بمبادرة دولة الإمارات في تطعيم الأطفال من سن 12 سنة فما فوق، حيث أوضح أن التطعيم الكامل بجرعتين هو المفتاح للسيطرة على شدة المرض في المتغيرات المستقبلية، كما حث الأطباء أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح بعد على تلقيهم له، حيث يتم حاليًا تقديم لقاحات سينوفارم وحياة فاكس وفايزر بيونتك وسبوتنك في وأسترازينيكا بشكل مجاني للمجموعات المؤهلة بالإضافة إلى توفير الجرعات المعززة.