ساهمت الأحداث المناخية ووباء كوفيد-19 في تدهور الظروف المعيشية لأكثر من 1.5 مليون شخص نزحوا بسبب العنف في منطقة الساحل الوسطى بما فيهم 600 ألف شخص خلال العام الحالي وحده.
وصرح إيولي كيمياتشي، ممثل المفوضية في بوركينا فاسو "تقع منطقة الساحل الوسطى - مالي وبوركينا فاسو والنيجر - في بؤرة أزمة النزوح القسري. وهي ما قد تؤدي إلى أزمة سياسية وأمنية وإنسانية تعتبر هي الأكبر في العالم في هذه المنطقة شه القاحلة في القارة السوداء.
وأشار كيمياتشي في مقابلة عبر تقنية الفيديو من بوركينا فاسو إلى أهمية تسليط الضوء على المخاطر المناخية المتزايدة في المنطقة فخلال الأشهر الأخيرة، أدى ارتفاع درجات الحرارة وتزايد سقوط الأمطار إلى تزايد وتيرة العواصف الرملية وارتفاع حدة الفيضانات المدمرة التي أدت بدورها إلى وفاة العشرات وخلفت مئات آلاف المحتاجين إلى المأوى والمياه النظيفة والخدمات الصحية.
وشدد إيولي كيمياتشي على أن الأحداث المناخية أدت إلى تفاقم الأزمة لدى المجتمعات المضيفة والنازحة التي تعاني بالفعل من الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي والنزاع المسلح، وقد ساهمت جائحة كورونا في تفاقم هذا الوضع حيث أدت عمليات الإغلاق وغيرها من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية إلى دفع 6 ملايين شخص إضافي في المنطقة إلى الفقر المدقع، مع وجود 4.8 مليون شخص معظمهم من الأطفال يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
كما أكد كيمياتشي على أهمية اجتماع المائدة المستديرة الوزاري حول المنطقة التي تستضيفه حكومتا الدنمارك وألمانيا والذي يأتي انعقاده في وقت حرج، نظرًا للحاجة الماسة إلى إيجاد الحلول - ليس فقط من المنظور الأمني بل يجب توسيع نطاق إصلاحات الحوكمة بنفس الدرجة الملحة لتدخلات إنقاذ الحياة وتوفير الموارد المناسب، وأكد أن العمل الإنساني أيضًا يحتاج إلى التعزيز لأن المفوضية بحاجة إلى دعم مالي مستمر لعملياتها، وهذا المؤتمر فرصة للمانحين لإظهار التزامهم قبل فوات الأوان.
وفي سياق متصل أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن امتنانها وتقديرها العميقين لشعب وحكومة دولة الإمارات للدعم السخي المقدم لعمليات المفوضية والذي يزيد عن 80 مليون دولار أمريكي منذ عام 2010 في مواقع مختلفة، بالإضافة إلى تدخلاتها المستمرة لإنقاذ حياة ملايين اللاجئين والنازحين داخليًا بالإضافة إلى توفير الأمن والتعليم والاستجابة الصحية والغذاء.
وتعد المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم، حيث تلعب دوراً أساسياً في تسهيل الاستجابات الأولية الفعالة للأزمات على المستوى العالمي، حيث يساعد موقعها المتميز المنظمات الإنسانية من الاستجابة السريعة للكوارث، وتقديم مساعدات الإغاثة لما يقرب من ثلثي العالم بأقصى سرعة وكفاءة، من خلال تسهيل وتسريع نقل المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، كما ساهمت الحكومة بشكل كبير في دعم شحنات الطوارئ التي ترسلها المفوضية إلى بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفريقيا وخارجها ،وكانت آخر مساعدة من دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر يونيو الماضي بشحنة مساعدات تبرع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تضمنت مساعدات إغاثية ساهمت في حصول 5000 شخص على مأوى في مناطق بوركينا فاسو.
وأضاف مسؤول المفوضية بأن هذا الدعم قد جاء في الوقت المناسب حيث وصل في خضم موسم الأمطار، وبالتزامن مع هطول أمطار غزيرة ورياح قوية، وساعد على حماية هذه العائلات بشكل أفضل من الفيضانات المحتملة من خلال توفير المأوى، وأعرب عن امتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على تبرعه الذي أحدث فرقا حقيقيا في حياة من هم في أمس الحاجة إليه".
وام